بيروت | Clouds 28.7 c

رحل حكيم قوم هربت منهم الحكمة! / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 8 شباط 2021

 

ما تأبطت بالحكمة ايها الصديق الحبيب جان عبيد، بل ورفعت بلسانك ادب العرب وشعرهم ونثرهم واقوالهم سحراً وسجعاً فما تركت لاصدقائك بعدك كلاماً يقولونه عنك في غيابك...

وما كنت انانياً يوماً وانت الحاضر والمحاضر فيهم، فهل تعمدت مبارزتنا حيث يعجز القلم عن مجاراتك؟

ايها الحكيم في مبادراتك..

يا قارىء القرآن وأنت تستفز لغة الضاد ان تستطيع معك عصياناً في حرف او فاصلة او معنى، كم كنت قادراً على الارتقاء فيها وبها

انظر يا فخامة الكلام كيف اثرت بنا بعد استدراجنا الى خضرة وماء وتلة وسهل لتلقننا بعد رحيلك كيف يمكنك ان تقبل منا نعياً لن ننتظر من احد غيرك علامة تفوق فيه!

يا رشيق القد والقلم والقدر، يا حكيم العرب وقد هجرتهم الحكمة فكيف حالهم بعدك؟

يا ابن العروبة في لبنان عفواً فإن كنت ابناً لذلك المجد فمن ابوه؟

الآن تعرضت العروبة ليتم جديد، وفقد الحكماء اباً من الآباء الراشدين وسنحتاج بعدك ايها اللماح الصريح الى قناديل بر وبحر وليل وشمس كي نلتقط كلمة من هنا وعبرة من تحتها... وسننتظر حكيماً مثلك يأتي بعد حين قد يطول كي يشرح لنا ويفسر كلمات وافكار عصيت على الفهم على من كانت تأخذه بلاغتك الى اعجاز يتوه معه عن معرفة ما تقصد يا حمال الكثرة في التنوع والندرة في التفرد ...

جان عبيد في ذمة الله؟

وكم كنت مؤمناً بقدره سعيداً بنطق ارادته: إن الله قادر على كل شيء، وما عرفتك الا مؤمناً تشع تفاؤلاً بأن الانصاف والعدل والحق هو من عند الله..

 وقد رقدت في عناية اطباء الارض فقد كان سؤالنا عنك دائماً مشوباً بالقلق وكنا نردد مع المجيبين: متل ما الله بيريد..

 اتذكر ايها الحبيب انها مقولتك وما من جواب لدينا الا ان الله لا يريد الا الخير، ولأنه اعلم ما يحتاجه البشر فقد اختارك الى جانبه لأن مثلك في الحكمة والفهم والنباهة والانسانية لا مكان له بين الابالسة والدهماء، الاغبياء واللصوص، الجهلة والمدعين... كنت تلون وجودهم ببعض من الازاهر وتعبق بينهم ما يلفت الى العطر الفواح..

بعدك يا جان دعهم يظهرون على حقيقتهم، ان هم الا قوم في طغيانهم يعمهون!

الشراع في 8/2/2021

الوسوم