بيروت | Clouds 28.7 c

صحوة القراءة في ظل جائحة الكورونا / بقلم زينة جرادي

مجلة الشراع 8 شباط 2021

 

العودة من الشرود هي حالة من حالات الرجوع عن القهر النفسي وفرصة جديدة للتصالح مع الذات، فكيف إذا كانت هذه العودة  هي الرجوع إلى فعل القراءة والكتابة في زمن  مظلل بالخوف بسبب جائحة كورونا ..

أظن بأنه آن الآوان لتستعيد القراءة أنفاسها وأن يعود الكتاب إلى حضن الأنامل كما يعود الابن الضال إلى عائلته ومجتمعه!

لا شكّ أن شبكات التواصل الاجتماعي قد أفرزت نمطًا مفككًا على صعيد الكتابة والتأليف ولغة عشوائية لا تغذي الفكر غذاء صحيًّا، ولا تزوّد القارئ بأصول البيان وقواعد الصرف والنحو التي تمتاز بها لغتنا العربية الأم..

 لذلك،

نرى ان هذه الفترة التي نمر بها تهيّئ للعودة إلى الكتاب والقراءة وتشجيع الحواس على ميكانيكية عملها، فالكتاب يحرك حواسنا الخمس ويخلق حالة خصبة في خيالنا إضافة إلى تنظيم الأفكار وتراتبيتها في ذاكرتنا... والقراءة هي البوابة المغلقة على أفق الكتابة والإبداع والدرب الرئيسية لإفراغ كل انفعالاتنا النفسية والشحنات الداخلية الضاغطة علينا وخلق مساحة عريضة من التصالح مع الذات .

إن انتشار فايروس الكورونا بالرغم من كل المخاوف التي سيطرت على الناس قادر على فتح آفاق رحبة للمحجورين لاكتشاف عالم آخر هو عالم القراءة والكتابة، وبالتالي قد يكون الظرف على الرغم من سوداويته فاتحة خير لاكتشاف مواهب خيرة  ستسلك يومًا درب التأليف .

القراءة ثم القراءة، ففي هذا الفعل تعزيز لإنسانية الإنسان، وإقامة علاقة وطيدة وصداقة متينة بينه وبين الكتاب لا يشوبها حسد ولا غيرة بل يسودها وئام وراحة روحية وذهنية تعزز كيانه الإنساني.

الوسوم