بيروت | Clouds 28.7 c

جريدة الاخبار مصر - عن اللغة العربية.. تطوير أم تهديد؟! / بقلم عبلة الرويني

عن جريدة الأخبار - مصر

مجلة الشراع 2 شباط 2021

 

يعاود الكاتب الروائي نعيم صبري اقتراحات سابقة لتطوير اللغة العربية، مطالبا بتبسيط اللغة، والتخفيف من قواعد النحو والصرف..

‏إلغاء المثنى، إلغاء نون النسوة، إضافة بعض الحروف الموجودة فى لغات أخرى "p.g.v" .

‏وسبق قبل سنوات أن أطلق الكاتب شريف الشوباشي كتابه "تحيا اللغة العربية ويسقط سيبويه" مطالبا بإزالة القواعد التى لا نفع لها، وتخليص اللغة العربية من الزوائد والحواشى "المثنى" الذى لا وجود له فى أى لغة بالعالم، و"نون النسوة" و"المفعول به" وتذكير وتأنيث الأرقام... كأن نقول "خمس أو خمسة" بينما الأرقام حيادية، لابد من إلغاء تميزها .

اقتراحات تطوير اللغة وتحديثها، اقتراحات مطروحة دائما.. تتباين زوايا النظر فيها وتختلف.. كثير من الاجتهادات غير علمية، لا تناقش مشكلات اللغة العربية بشكل حقيقى يسهم فى تطوير أدواتها وطرق تعلمها... قدر ما تلجأ إلى الحل الأسهل بتحطيم القواعد، ومحاولة تجاوز الفصحي، واستخدام العامية كلغة تعلم وتعبير وكتابة!.. وبالتأكيد تطوير اللغة وتحديثها وتحريرها من الجمود، ضرورة يفرضها العصر ومتغيراته .. لكن اللغات تتطور ولا تتدهور .. وسبق أن أوضح طه حسين أن حياة اللغة شيء، وجمودها شيء آخر.. وأن اللغة العربية تطورت من عصر لعصر، دون أن تفقد أسسها وقواعدها "اللغة فى القرن الأول للهجرة، ليست مطابقة للغة الجاهلية.. ولغة أبى نواس وأصحابه، لم تكن هى لغة جرير والفرزدق.. ولغة المتنبى لم تكن هى لغة أبى نواس"..

وبالتأكيد لغة طه حسين تختلف عن لغة نجيب محفوظ ويوسف إدريس، دون أن يحطم أى منهم القواعد أو يتجاوز المعايير.. استخدم توفيق الحكيم العامية فى كتابة مسرحياته، لكنه لم يضعف لغته العربية، ولم يجاف قواعد الفصحى.

 

الوسوم