بيروت | Clouds 28.7 c

صائب بيك بيروت تفتقدك / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 27 كانون الثاني 2021

 

بل لعله لبنان كله الذي يفتقد رجولتك وانت تزين صدرك بالقرنفلة البيضاء، وانت تتمنطق بالسيجار مستقبلاً الفقراء وانت ما اورثت عائلتك الا عزّة النفس والكرامة وانك اسّست اهم شركة وطنية في لبنان اسمها شركة طيران الشرق الاوسط وهي اليوم بين ايدي امينة..

هتفنا بإسمك في شوارع بيروت ما بيصائب الا صائب،

وتحلقنا حول دارك في المصيطبة في مناسبات وطنية وقومية نرفع الرؤوس وصورك على جدران بيروت ونلصقها مع صور جمال عبد الناصر والاشهر منها تلك التي تجمعك مع حبيب الملايين ابو خالد..

صائب بيك..

لعلك تتساءل ولماذ تفتقدني بيروت ولبنان وقد غادرتكم منذ عقدين من الزمان وكان حالكم في الاحسن وبينكم رفيق الحريري الرجل الذي عدت من اجله الى بيروت ووضعت معه حجر الاساس لإعادة إعمار عاصمتنا البيضاء

يا صائب بيك..

نحن لا نريد ان نقلق مقامك في رحاب الله الخالدة بمشاكل بيروت ولبنان في غياب الرجولة ودعوات الوحدة الوطنية وسيطرة اللصوص على كل مناحي الحياة والادارة والمال والصفقات

 يا صائب بيك..

الحكام رؤساء ووزراء ومدراء عامين ومتعهدين يسرقون ويفجرون ويتحدثون بالعفة

يا صائب بيك..

دعوتك بالا غالب ولا مغلوب تفتقد من يحملها في ظل اصرار على العهر بقوة السلطة وغلبة الكتلة النيابية والتمسك بمصادر المال في وزارة من هنا ومصلحة من هناك

وما عاد شعار لا غالب ولا مغلوب سياسياً فقط بل اضيف اليه غالب هو الفساد ومغلوب هو المواطنين!

صائب بيك..

الفاسدون يتحدثون بالعفة والمواطنون يبحثون عن الطعام في القمامة

الفاسدون اللصوص الحكام يكنزون المال الحرام لهم ولاولادهم وتشارك الزوج اللصة زوجها اللص الاكبر

ويشارك الصهر الاصغر اللص الكبير

ويحتمي اللصوص الرؤساء بكلاب الحراسة تنبح من دون اوامر وبقرا تخور كأنها تبغي ان يعليها ثور

 ايها الرجل القبضاي

لا ينسى الرجال في لبنان ان آخر انجازاتك قبل ان تغادر الوطن هي حرصك على بيروت من رجولتك التي كان يمكن ان تدفع عائلتك ثمنها كما بيروت وكل لبنان  فقررت المغادرة وقد ركلت كرسي الرئاسة بقدمك وطلقتها بالثلاثة!

اسمح لنا يا دولة الرئيس ان نذكر انك في خضم الحرب الاهلية كنت داعياً للسلام، حتى حين اكتفيت بالصمت وسط دويّ المدافع وازيز الرصاص، كان صمتك اقوى من كل الضجيج ...

انه صمت الدعاء من القلوب، حتى اذا جاء دورك بالكلام كنت الموقف !

الإجتياح الصهيوني امتد من فلسطين الى بيروت وكنت حريصاً على بقائها حرةً عربيةً حتى لا تسقط كما القدس، استقبلت ياسر عرفات رمزاً لفلسطين وصارحته:

 هل لديك يا ابا عمار سلاحاً سرياً لا نعرفه لقلب المعادلة؟

هل تنتظر يا اخ ياسر جيوشاً تساعدك على فكّ الحصار عن بيروت؟

 الا تعتقد يا ابو عمار اننا اذا خسرنا معركة الآن فليس معنى هذا اننا لم ولن نخسر الحرب ....

 كانت اسئلة صائب بيك شهر ايلول /سبتمبر 1982 لابي عمار هي المفصل الذي تحول بعدها عرفات لتوقيع اتفاقية مع فيليب حبيب لفكّ الحصار عن بيروت، وتلك من اعمال صائب سلام المشهودة!

صائب بيك اكتب لك في الذكرى العشرين لرحيلك والجميع يعرف ان شهادتي بك مجروحة بسبب ما لك في قلبي من حب يستحضر الحنين الى زمانك.. لكنه النداء من زمن تفتقد فيه بيروت الرجال !

حسن صبرا

27/1/2021

 

الوسوم