بيروت | Clouds 28.7 c

خاص بالشراع / التلفزيون الكندي والمذيعة المحجبة: رسالة خاصة في زمن التطرف - احمد عياش-بريتش كولومبيا

مجلة الشراع 16 كانون الثاني 2021

ليست هي المرة الاولى التي تطل بها الاعلامية الكندية اللامعة جينللا ماسا بحجابها على شاشة التلفزة في كندا ، فهي بدأت كذلك في العام 2015.لكنها وصلت لتصبح احد اركان التلفزيون الوطني CBC بدءا من العام الماضي عندما اختارتها الشبكة لتكون ضمن فريق المذيعين والمذيعات الذين يبثون البرنامج الرئيسي كل مساء The National  والذي هو بمثابة النشرة الاخبارية الرئيسية التي تغطي عموم كندا وتتابع القضايا الداخلية والخارجية على السواء.

ليس الحجاب من أوصل ماسا لتكون اعلامية مرموقة في هذا المكان المتقدم من العالم ، بل ما اوصلها هو الكفاءة لهذه السيدة المولودة في 29 كانون الثاني عام 1987. فهي مسلمة من اصول اسلامية افريقية-لاتينية ، وظهرت كمراسلة تلفزيونية  بالحجاب بدءا من العام 2015 ، لتصبح مذيعة عند الحادية عشرة قبل منتصف الليل في برنامج "اخبار المدينة" على شاشة محطة  CITY-DT في تورنتو،اونتاريو بدءا من 17 تشرين الثاني 2016.

عملت ماسا وهي خريجة في مرتبة الشرف من جامعة يورك وكلية سينيكا ،بعيدا عن الاضواء في مؤسسات اعلامية بكندا مرئية ومكتوبة منذ العام 2010 بينها محطات CT News ، وCFRB وRogers Television ، ونشرت في صحيفتيّ The Globe and Mail وNational Post .

تزوجت في 11  ايار 2018 ، وخضعت في عام 2019 لجراحة لإستئصال ورم سرطاني في البنكرياس .وفي العام الماضي ، أعلنت شبكة CBC     المؤسسة الاعلامية  الرئيسية في كندا ان ماسا ستنضم اليها في كمذيعة في وقت الذروة مساء بدءا من 11 كانون الثاني من العام الفائت.

بالامس تابعت ماسا ، تقدم هذا البرنامج الاخباري.انها مذيعة محترفة بكل ما في الكلمة من معنى.تنقّل البرنامج من ملفات كورونا الى التطورات الاميركية الى التظيمات التي تتصف بالتطرف والعابرة للحدود في النصف الشمالي من الكرة الارضية الى مغزى محاسبة الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.في كل فقرة من البرنامج ،هناك حوار مع اخصائيين.ومثلما  ان هناك فائدة في معلومات هؤلاء الاخصائيين ، فهناك اسئلة على مستوى عال من الاهمية لهذه المذيعة المرموقة.

هناك من يلفته حجاب ماسا الذي يرمز الى الاسلام في زمن الاسلاموفوبيا، فيرى فيها شجاعة كندية على تحدي التصنيفات التي توتر العالم .لكنني شخصيا لم اجد في الحجاب ما يمنعني من تتبع مهنية هذه الاعلامية التي هي أستاذة بكل ما في الكلمة من معنى في ميدان الاعلام.لكن لا ضير من التقاط مظهر الحجاب ليكون بمثابة رسالة الى الذين حجب التطرف بصيرتهم.

عندما كنت اتداول مع الزميل الاستاذ حسن صبرا في فكرة المقال، قال يا حبذا لو ان في عالمنا من يحذو حذو المثال الكندي ، فيظهر الحجاب على شاشات السافرات ، ويظهر السفور على شاشات المحجبات. ولقد أيدت بلا تردد ما قاله الصديق "ابو احمد".المهم هو ما هو وراء الحجاب وما وراء السفور .فعند جينللا ماسا العقل اللامع الذي يضيء المكان.وكم نحن بحاجة الى العقول لتضيء الظلام الذي يحيط بنا بسبب الجهل الذي يتحكم بمصائرنا في لبنان والمنطقة وأنحاء عدة من العالم.

 

 

 

 

الوسوم