بيروت | Clouds 28.7 c

انه جمال عبد الناصر

مجلة الشراع 18 تشرين الثاني 2020

فتاة إسمها فاطمة عيد سويلم ، من إحدى قرى محافظة المنصورة ، يتيمة الأبوين ، ربتها عمتها التي لم يكن عندها أولاد.

وعندما كبرت واصبحت في سن الزواج ، تقدم لخطبتها شاب من القرية، لكن أمه رفضت لأن البنت يتيمة ولا عزوة لها.

 فتأثرت البنت، و ذهبت إلى عمدة القرية، راجية منه أن يكون وكيلها عند عقد قرانها، فسخر منها.. ذهبت إلى مأمور المركز أيضاً ، فرفض.

فكتبت إلى جمال عبد الناصر تشرح له قصتها، وترجوه أن يطلب من العمدة أن يكون ولي أمرها .

كانت عادة الراحل الرئيس عبد الناصر أن يقرأ بنفسه الرسائل التي تأتيه من الناس، ويطلب من سكرتيره الشخصي محمود الجيار حل أي مشكلة.

لكنه عندما قرأ رسالة فاطمة، إتصل بمحافظ المنصورة، وطلب منه أن يذهب إلى القرية حيث تسكن الفتاة ، ويأخذ معه عدد من شخصيات المحافظة، ويطلب من العمدة نصب صيوان فرح وينتظر هناك ومن معه، لأن مندوب من رئاسة الجمهورية سيحضر في ذلك اليوم بعد صلاة الظهر.

ثم إتصل عبد الناصر بشيخ الأزهر و طلب منه الحضور الى القصر الجمهوري صباح ذلك اليوم.

و كان محمود الجيار قد إشترى قطعة ذهب بقيمة 25 جنيهاً دفع عبد الناصر ثمنها من جيبه الخاص...

وعند صلاة الظهر كان عبد الناصر وشيخ الأزهر ومحمود الجيار أمام بيت العمدة... وعندما ترجل من السيارة صعق المحافظ ومن في صحبته. وطلب عبد الناصر من العمدة شخصياً أن يذهب و يحضر الفتاة، و خطيبها وأمه..

ووقف عبد الناصر وقال للشاب:  أنا وكيل وولي أمر فاطمة، فهل تقبل زواجها ؟؟

وتم عقد زواجها، الوكيل عبد الناصر، والشاهدين محمود الجيار ومحافظ المنصورة، والمأذون شيخ الأزهر .

فهل هناك جبر خاطر فعله أحد من حكام العرب ، كما فعل عبد الناصر عندما جبر خاطر فتاة يتيمة ؟؟

الوسوم