بيروت | Clouds 28.7 c

ماكرون.. عليك بترامب! بقلم حسن صبرا

 

مجلة الشـراع 18 أيلول 2020

كادت الحكومة الاديبية تبصر النور ، وقبل انتهاء الاسبوعين اللذين حددهما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتشكيل حكومة اختصاصيين ومختصرة غير حزبية برئاسة د مصطفى اديب
  كادت حكومة اديب المنتظرة بطموح الناس ان تدعى لإلتقاط الصورة التذكارية في القصر الجمهوري بحضور رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ، ميشال عون ونبيه بري 
كادت حكومة اديب ان تضرب الرقم القياسي في سرعة تشكيلها قياساً بحكومات سابقة لسعد الحريري وتمام سلام ونجيب ميقاتي التي كان معدل مدة تشكيلها هو ثمانية اشهر ونصف الشهر ، وحكومة اديب كان تشكيلها سيتم خلال اربعة عشر يوماً ......لولا
    لولا ان عملها دونالد ترامب الذي يحضر دائماً من دون موعد ليس فقط بفرض عقوبات على علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ، بل بتعمد ان تصدر هذه العقوبات اثناء توافر كل عناصر تسهيل القوى السياسية المختلفة لمهمة الرئيس المكلف ، لكأن ترامب كان يطلق النار على دور ماكرون الإنقاذي للبنان ككيان ودولة ومجتمع في اصداره هذه العقوبات ليس على الاسماء لكن في هذا التوقيت 
نحن نعتقد ان الذين يفرض ترامب عقوبات عليهم من الفاسدين اللبنانيين يجب ان يعاقبهم القضاء اللبناني وان يعاقب معلميهم ومعينينهم في المواقع التنفيذية والإدارية وغيرها قبلهم على الرغم من انعدام ثقة اللبنانيين كلهم بمعظم القضاة لأنهم معينون من رؤوساء فاسدين لصوصا ، وعلى الرغم من ان اللبنانيين بمعظمهم سعداء و شامتون بالمعاقبين ، الا اننا يجب ان نفرق في السياسة وفي الاهداف بين معاقبة ترامب للصوص وزراء ومن وراءهم من رؤوساء وبين عقوبات اميركية على افراد من حزب الله ، فالمعاقبون اللبنانيون من السياسيين يطمح الشعب اللبناني لمعاقبة هؤلاء لسببين: 
السبب الاول هو استرداد ما سرقه المعاقبون اللصوص خلال عقود من ممارستهم المسؤلية 
السبب الثاني كي يكونوا عبرة لكل من يحاول مد يده الى اموال وحقوق الناس
 نأتي الى عقوبات اميركا على افراد من حزب الله لنقول ان العقوبات الاميركية سياسية على افراد ينتمون الى موقع سياسي معاد للسياسة الاميركية خصوصاً في فلسطين المحتلة التي تنصر فيها اميركا العدو الصهيوني الذي يحتل ارضاً عربية ً منها اراض لبنانية ، وبالتالي فإن اميركا تعاقب -من ضمن من تعاقب- في السياسة وعبر المال قوى سياسية تعادي اسرائيل ، وواشنطن تدرك مغزى قول الرئيس ايمانويل ماكرون بأن حزب الله ليس منغمساً في الفساد لأن امواله تأتي من الخارج
  وهذا سبب آخر لنقول ان ترامب كان يطلق النار على مهمة ماكرون الإنقاذية 
  ترامب اطلق النار عشوائياً ونحن نعتقد انه لا يوجد اطلاق نار عشوائي لأن مجرد حمل سلاح في ساحة مدنية بات استخدامه منظماً وليس عشوائياً ومجرد اطلاق نار حتى وانت لا تقصد احداً معيناً فإن قتل البريء ولو من دون هدف هو عمل منظم ، سواء ادركت تبعاته او حاولت تجاهلها
اطلاق ترامب النار على لبنان  بالعقوبات اصاب كلا من :
١- مهمة الرئيس المكلف مصطفى اديب ومن خلفه الرئيس ايمانويل ماكرون
٢- الرئيس نبيه بري الذي كان في اجواء البحث في بدائل عن وزارة المالية وكان هناك مجموعة افكار تناقش في اطار المداورة بحيث يتوسع بيكار المداورة ويخرجه من الحرج اذا تخلى عن المالية
لكنه وبعد ان تلقى العقوبات عبر مستشاره علي حسن خليل التي رد عليها بقوله وصلت الرسالة تأكد من الحاجة الى وحدة الثنائي الشيعي اكثر من اي وقت مضى ليجد عند حزب الله الحاجة نفسها فحزب الله ادرك ان العقوبات التي تطاله لا علاقة لها بالفساد بل هي عقوبة على سياسته المعادية لاسرائيل ، وبالتالي فهو ما اعتاد  ان يتخلى عن حلفائه فكيف اذا كانوا شركاؤه في الثنائية وهو طرفها الآخر 
٣-ترامب أيضاً اطلق النار على الرباعي السني وهم  رؤوساء الحكومة السابقين بعد ان اظهرهم رافضون لموقع يريده الثنائي الشيعي بما يهدد بإشعال الشارع الاسلامي بين سنة وشيعة 
صحيح ان بينهم المتطرف الذي يريد تصفية حسابات وهو من كبار الفاسدين ، الا ان من بينهم من اختبره 
اللبنانيون في كثير  من المهمات  فكان حريصاً على الوحدة الوطنية  والاسلامية
   ما العمل مع اطلاق ترامب النار على كل هؤلاء؟ 
المتضرر الاول بعد لبنان  الوطن والشعب هو ماكرون فهل يبادر الرئيس الفرنسي نحو ترامب اللاهث وراء رئاسة جديدة عبر كسب معارك اسرائيل وهو يعتبر  معركته مع حزب الله خدمة لإسرائيل ؟ 
ترامب في طريقه لرئاسة ثانية يريد تصعيد الموقف ضد ايران ( وحزب الله) ويريد فرض عقوبات جديدة وتجديد القديمة لكن فرنسا تقود موقفاً اوروبياً في مجلس الامن ضد توجه ترامب . 
  هنا نفهم لماذا يريد ترامب اجهاض مبادرة ماكرون في لبنان عقاباً له على موقفه في مجلس الامن ثم بسبب تعاونه مع حزب الله في لبنان لتنفيذ ورقته الاصلاحية ، وترامب يرفض لقاءات ماكرون مع رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد في قصر الصنوبر 
ترامب يعاقب ماكرون في لبنان  والبعض يطالب حزب الله بتسهيل مهمة ماكرون في لبنان والتخلي عن وزارة المالية عبر المداورة والبعض يرى ان المداورة يجب ان تكون شاملة ليس على مستوى الحقائب الوزارية فقط بل تشمل المواقع الرئاسية وكل مراكز الفئات الاولى في الادارة والجيش والقضاء 
من يتنازل لمن ؟ ترامب ام ماكرون ؟

ميشال عون ام نبيه بري؟

سعد الحريري ام الثنائي الشيعي ؟ 

الوسوم