بيروت | Clouds 28.7 c

بيان صادر عن طلاب الحراك في الجامعة اللبنانية

مجلة الشراع 11 أيلول 2020

إزاء التعميم الصادر عن د. فؤاد أيوب (رقم 34) المناقض للحريات العامة والحريات الاكاديمية، والذي يمنع طلاب الجامعة من ممارسة حرياتهم المنصوص عنها في مختلف الشرع الدولية المتعلقة بالتعليم العالي وقوانين الجامعة وتقاليدها واعرافها، يهمنا اعلان ما يأتي:

أولاً في المنطلقات:

  1. حدد بعض علماء الاجتماع الجامعة المعاصرة بانها "بيئة انتقادية حقيقية، أي بيئة تناقش باستمرار جميع الأفكار والحاجات والقيم والمؤسسات، بل كل ما يحيط بها أو يقوم في داخلها، بيئة لا تركن الى ضمان أية عقيدة او أيديولوجيا او نظام، ولا تلتمس خلاصاً في أي استقرار خادع أو زائف، بيئة هي أشد جذرية من أية "ثورة" معنية، لأنها تخوض ثورة مستمرة على كل ما هو باطل وفاسد، بيئة أبقى من أي نظام لأنها تمثل في ذاتها "نظام التجديد والابداع الذي لا يتجمد ولا يقف عند حدّ".
  2. حسب خوسيه اورتيجا، الفيلسوف الاسباني، "الجامعة هي، بالمعنى الدقيق، المؤسسة التي تعلم الطالب العادي ان يكون شخصاً مثقفاً وعضواً ناجحاً في مهنة ما"
  3. أكدت المادة 15، الفقرة ج، من الشرعة العالمية للتعليم العالي – والتي وقعت عليها الحكومة اللبنانية – على:

"ج – ينبغي لاصحاب القرار على الصعيد الوطني وعلى مستوى مؤسسات التعليم العالي ان يضعوا احتياجات الطلاب في مقدمة اهتماماتهم وان يعتبروا الطلاب شركاء أساسيين وأصحاب مصلحة مسؤولين في سياق تجديد التعليم العالي. وهذا يعني ضرورة اشتراك الطلاب في القضايا التي تهم هذا التعليم وفي تقييم وتجديد أساليب التدريس والمناهج الدراسية. واشراكهم ايضاً في اطار البنى القائمة في رسم السياسات وفي إدارة المؤسسات".

  1. ان الطلاب الجامعيين الذين يملكون الرؤيا والمسؤولية والقدرة والذكاء واليقين، مدعوون – كما حددت مهمتهم واللجنة الدولية للتربية في القرن الحادي والعشرين-:
  • ان يكونوا موجودين Apprendre à être
  • ان يعملوا à faire
  • وان يعرفوا à connaitre
  • وان يعيشوا مع الغير et à vivre ensemble

وهكذا فان طلاب الجامعة اللبنانية كانوا موجودين باستمرار دفاعاً عن جامعتهم وعاملين من اجل تقدمها وتحسن أدائها، وعرفوا مختلف المخاطر المحدقة بها، وجسدوا من خلال روابطهم واتحادهم تجربة غنية بالعيش المشترك وروح المواطنية الحقة.

ثانياً: في هرطقة التعميم 34 الصادر عن فؤاد أيوب:

  1. اصدر د. فؤاد أيوب تعميماً، نسبه الى مجلس العمداء في جلسة منعقدة بتاريخ 28/7/2020، يجبر كل الطلاب الذين يريدون الانتساب الى الجامعة:
  • الامتثال للمناهج المعمول بها دون مناقشة
  • منع ممارسة الطلاب حقهم في النقد في وسائل الاعلام المقرؤ والمرئي والمسموع.
  • الامتثال بطرق التعليم المعتمدة دون السماح للطلاب بالمناقشة.
  • الامتناع عن بث الشائعات والترويج للاكاذيب دون تحديد ماهية ومضمون هذه المصطلحات.
  • اجبار كل طالب يود التسجيل التوقيع على تعهد بالتقيد بالتعميم 34.

ان مضمون هذا التعميم بناقض الدستور اللبناني ولاسيما في مقدمته، ويناقض شرعة حقوق الانسان والشرعة العالمية للتعليم العالي. بل انه بناقض تقاليد واعراف الجامعة اللبنانية. ويبدو ان من دبج هذا التعهد يجهل تاريخ الجامعة حيث كان لطلابها الدور الحاسم في قيامها اصلاً وفي وضع قوانينها وفي شراء أراضي البناء الجامعي وفي قيام الكليات التطبيقية بالتعاون بين مسؤولين كبار في هذه الجامعة وبين الحركة الطلابية.

ثالثاً: في الموقف:

ان طلاب الحراك في الجامعة اللبنانية يدعون كل الطلاب وكل الفعاليات والقوى الحريصة على الجامعة الى القيام بالخطوات التالية:

  1. تقديم دعوى لدى قاضي الأمور المستعجلة بإيقاف العمل بهذا التعميم.
  2. امتناع الطلاب عن توقيع التعهد.
  3. الدعوة الى اعتصام مفتوح امام الإدارة المركزية حتى اجبار د. أيوب على التراجع عن تعميمه.
  4. المطالبة باستقالة د. أيوب لان ممارساته منذ وصوله الى الجامعة أدت الى انهيار هذه المؤسسة على الصعد كافة.
  5. ان استمرار تعطيل مجلس الجامعة، واستبداله بما يسمى مجلس العمداء وهو مصطلح غير موجود في قوانين الجامعة، هو جزء من الممارسات اللاقانونية التي يقوم بها د. أيوب مع العلم ان عدة عمداء استغربوا صدور هذا التعميم دون معرفتهم.

ان طلاب الحراك في الجامعة اللبنانية، يناشدون كل قوى الانتفاضة الى إيلاء الجامعة اللبنانية الأهمية اللازمة في تحركهم. وان مواجهة سياسة القمع والفساد والتزوير التي عرف بها عهد د. فؤاد أيوب تجبرنا ان نتحرك لإنقاذ مستقبل لبنان لان الجامعة هي التي تحدد وجهة المستقبل.

طلاب الحراك في الجامعة اللبنانية

11/9/2020

الوسوم