بيروت | Clouds 28.7 c

عودة الى معروف سويد: قصّة الجمل اللبناني

مجلة الشراع 21 تموز 2020

الصديق والاديب والزميل الحبيب معروف سويد، ما غابت طرائفه وثقافته وادبه وظرفه فهذا كله محفور ليس فقط في نفوس من عرفه، وقرأ له، بل الاهم انها في روح الشراع الذي سحب معروف الكثير من قرائها الى البدء بتناولها من آخر صفحة, بعودة معروف الى موقع الشراع سيتمكن القراء من تصفحها من بدايتها...حسن صبرا

قديم معروف جديد قصة :

الجمل اللبناني

العنوان عن قصة الجمل، لا علاقة له بموقعة الجمل، ذلك الجمل الذي بلغ من مقدرته الخارقة انه ترك آثار خفه في عقولنا منذ 14 قرناً وربما اتبعها بـ14 قرن اخرى .

نترك الجمل صاحب الموقعة اياها، ونعود الى صديقي مراسل التلفزيون الفرنسي جاك مارك سروسي الذي سألني:

كيف ترى المجتمع اللبناني؟

اجبته: مثل الجمل

وحين ابدى تعجبه شرحت له السبب فقلت : لا تعجب ففي الشرق الاقصى ، وخصوصاً في الصين تجد التنين ، وفي روسيا تجد الدب، وفي اميركا الحمار والفيل وفي فرنسا الديك،، رد مارك : ولكنها رموزاً

اجبته: نحن هنا اجتزنا الرموز اصبح الجمل يرى في اللبنانيين رموزاًله، لأنهم كما نرى في هيئتهم جملاً يتمتع بكامل صفات " الحمولة" اي بلا تنسيق عضوي ، أليس الصبر اهم صفات الجمل؟  قال: زدني ، اجبت انظر الاعنف الجمل كم هم طويل، وكم هو رأسه صغير ، وشدقه كبير ، تحت اذنين صغيرتين كأنهما كانتا للحمار اصلاً !!

- ثم ماذا؟

- ثم انظر الى بطن الجمل ، انه يشبه بطن الفيل، ولكن ساقه مثل ساق النعامة، وكل الحيوانات بظلف ، او بقدم الا الجمل ففي رجله  اسطوانة اسمها الخف.. لا يقدربها ان يكسر بيضة اذا داسها

وهناك ما هو اغرب

- اغرب؟

قلت نعم، كل دابة تبول الى الامام، او عامودياً وهو يبول الى الوراء .. هل تريد شيئاً العن مما تقدم؟

- نعم.

- ان الجمل وهو على هذا الشكل يسلس زمانه احياناً الى حمار!!

هنا راح جان مارك في ضحك طويل ، قطعته عليه حين استمهلته ان يستمع الى باقي الحديث..

وقلت:

اذا كان الجمل الذي هو لبنان اليوم يحمل اثقال العرب ، ويحتفظ بصفة الصبر طيب، او الصبر مفتاح الفرج، فإن الجمل خصوصية ثانية وهي خصوصية الهيجان حتى حدود الحقد، وتجاوز الحقد حتى إنفجار ثورته، فلنحرص جميعاً ان نقف عند حد معين.

هذا ما كتبه معروف سويد في الشراع في العدد361 تاريخ 20/2/1989

الوسوم