الحلقة 5و 6 ✔بالفيديو???عائلة الأسد تعيش مراحلها الأخيرة: الاسد الاب والابن والوريث / حسن صبرا- 10أيار 2020

بعد حرب تشرين أول / أكتوبر 1973 أرسل حافظ الأسد رئيس أركان جيشه حكمت الشهابي الى ليبيا لمقابلة العقيد معمر القذافي ليطلب منه 500 مليون دولار لنجدة الاقتصاد السوري شبه المنهار ووضع المبالغ في مصرف سورية المركزي المفلس..

كان القذافي كريماً كعادته... ووافق على دفع المبلغ للأسد وخرج الشّهابي من عند العقيد مرتاحاً الى تلبية طلبه.

التفت القذافي لجليسه الرّائد عبد المنعم الهوني ليسأله:

" منعم... ماذا تفعل الراقصة بعد أن تنهي وصلتها؟"

فوجئ الهوني بسؤال العقيد الغريب... وهو ما اعتاد منه على الأقل في تلك المرحلة من الوقت ان يستمع الى هكذا الفاظ من القذافي, مكتفيّا بالابتسام بغرابة! اكمل ردّ العقيد على سؤاله بنفسه:

"انها يا منعم تدور لتجمع النقوط"

منفجراً بالضحك مع جليسه .. ثم تابع كلامه:

"حافظ بعد أن أنهى مسرحيّة حرب تشرين يدور لجمع النقوط.."

هذه الواقعة لا تقلل من قيمة التضحيات التي قدمها جيشا سورية ومصر دفاعاً عن الارض في مواجهة العدوّ الصهيوني في تلك الحرب، بل لعلنا لا نكون قساة ونحن نقول ان قيادتي سورية ومصر السياسيتين فرطتا بنتائج تلك التضحيات بما أوصلنا اليه الشعبين بعد تلك الحرب المجيدة.

وفي احدى زيارات العقيد لدمشق أقيم له حفل تكريم في فندق شيراتون – دمشق، وقبل دخول معمر للفندق التفت الى احد كبار معاونيه ليقول ساخراً:

" نحن ندفع لهم المال وهم يبنون الفنادق الفخمة.. نحن لم نبن فندقاً كهذا في ليبيا"

وبعد عشر سنوات من مساعدة العقيد لحافظ بمبلغ 500 مليون دولار لانقاذ نظام اقتصاد ومالية سورية المفلسة...

سارع القذافي لانقاذ نظام حافظ من أزمته البنوية حين اصيب بنوبة قلبية ورأى رفعت في مرض شقيقه فرصة للانقضاض على السلطة.. وجمع حوله ضباطاً أخبرهم أنه قرر الامساك بالبلد لأن حافظ مريض جدًّا، وامسك بمداخل دمشق لمنع أي دخول عسكري اليها، فتبلغ حافظ الأمر وقرر مواجهة شقيقه، فأغراه بطلب ما يريد، واراد رفعت 200 مليون دولار فاستنجد حافظ بالعقيد ليرسل له المبلغ فوراً ليسافر رفعت وينتهي الصّراع بينه وبين ضباط حافظ.

لكأن معمر القذافي لم ينسى أن حرّاس حافظ الأسد انقذوه من محاولة اغتيال في بني غازي بعد أن تقدّم أحد أفراد الجماعات الاسلامية الليبية نحوه على المنصّة التي يجلس معه فيها الأسد، شاهراً خنجراً هامًا ليطعن القذافي به وهو ينادي الله أكبر، فاذا حرّاس الأسد يطلقون النّار عليه ليقتل قبل تحقيق هدفه.