بيروت | Clouds 28.7 c

الوجه الآخر لـ ((كورونا)) والأزمة الاقتصادية: إعادة لم شمل العائلات ووقف عمليات التجميل والبوتوكس/ اعداد فاطمة فصاعي

الوجه الآخر لـ ((كورونا)) والأزمة الاقتصادية

إعادة لم شمل العائلات

ووقف عمليات التجميل والبوتوكس

اعداد فاطمة فصاعي

مجلة الشراع 13 آذار 2020 العدد 1942

 

تسلل وباء ((الكورونا)) الى لبنان في الوقت الذي كان ولا يزال البلد يرزح تحت ضائقة اقتصادية لم يشهدها من قبل، فالقطاعات التي تأثرت بنسبة 50 % بفعل الأزمة الاقتصادية جاء ((الكورونا)) ليقضي على ما تبقى منها بفعل سياسة الحجر التي يمارسها بعض الناس او حتى التقليل من مغادرة المنزل تفادياً للدخول في معمعة التعقيم وإلتقاط أي فيروس!

فصحيح ان أزمتي الوضع الاقتصادي و((كورونا)) أجهزتا على القطاعات الاقتصادية كافة بدءاً من المحال التجارية والمولات وصولاً الى قطاع المصارف والطيران وغيره، الا ان ((رب ضارة نافعة))، ففي عصر ((الكورونا)) أصبح كل شيء في البيت وعاد لمّ الشمل كما في السابق ولم يعد يمارس على كل فرد من أفراد العائلة عزلته عن الآخر بفعل انشغال كل من أفرادها بمشوار مع صديق او تمضية وقت في مقهى او نادٍ والخ.. انما باتت الطقوس كلها تمارس في المنزل تجتمع العائلة الواحدة على طاولة واحدة تتناول الطعام او تدخن النارجيلة لتجنيب الاختلاط مع جار او قريب حتى لو كان من أقرب المقربين اليه.

فالصحة باتت في أيامنا هذه تاجاً على رؤوس الأصحاء لا يراها الا المرضى.

وبعد ان كان التسوق ((الشوبينغ)) تحصيل حاصل كنوع من الترفيه عن النفس، وكل حسب امكاناته طبعاً، فإن الوضع تبدل ما بعد الضائقة الاقتصادية و((كورونا)) فالأولى جنبت الناس صرف الأموال والثانية قللت خروجهم من المنزل تفادياً لأي عدوى محتملة. وبات كثيرون يلجأون الى الاستعانة بملابس قديمة لديهم.

وكأننا نعيد تدوير ملابسنا وطعامنا وأوقاتنا وأيامنا للاستفادة قدر الامكان مما كان لدينا، خوفاً من الاصابة او الاسراف في آن واحد. وقد نصل الى مرحلة لن نرى فيها مظاهر الشفط والنفخ والتكبير والتصغير والتي باتت عمليات دورية تقوم بها شريحة لا بأس بها من النساء على قاعدة ((في شيء أولى وأبدى)).

فالنساء بتن يعدن رويداً رويداً الى المطبخ بفعل أزمة الدولار من جهة وارتفاع سعر صرفه من جهة أخرى، والمساعدات المنزليات غادرن البلاد بفعل أزمة الدولار.

حتى ان نظرتنا للأمور تغيرت تماماًَ فالأرض الزراعية التي كنا نعتبرها بمثابة ورقة نقدية يمكن استخدامها فيما بعد لشراء عقار آخر او سيارة فارهة، تبدلت نظرتنا تجاهها ولربما استعضنا عن ذلك بزراعة هذه الأرض للاستفادة منها وانتاج ما يمكن منها من غذاء للعائلة.

اليوم وصلنا الى مرحلة أصبحنا نعرف فيها قيمة العائلة والرزق والصحة لأننا أصبحنا على شفير فقدانها. لا بل بتنا على مسافة أقرب مع الله الذي نلجأ اليه في الشدائد ولكن هذه المرة فإن التعبد لم يعد جماعياً بعد ان تخلى كثر عن زيارة المساجد والكنائس واستعاضوا عنها بالتعبد والصلاة في البيت حيث تصل دعواتهم للخالق عز وجل أينما كانوا وذلك تفادياً ايضاً لأي عدوى محتملة.

وما ينطبق على الأفراح بات ينطبق على الأحزان ايضاً حيث ان قلة قليلة تشارك هذه الأيام في عزاء تفادياً للاختلاط والمصافحة والتقبيل كما جرت العادات والتقاليد.

وبالتوازي مع ذلك فإن سياسة العزل التي يمارسها الناس بطريقة غير مباشرة أثارت حالاً من القلق لديهم وزادت بنسبة عالية وقد ربط أحد الأطباء هذا العزل بتدني مستوى المناعة عند الانسان بفعل حالات القلق الأمر الذي قد يجعل جسم الشخص القلق غير قادر على محاربة أي فيروس قد يتعرض له الجسم ولا سيما ((الكورونا)).

ولوحظ مدى تهافت الناس على شراء المواد الغذائية وتخزينها في المنزل بكميات كبيرة تفادياً للخروج المتكرر من المنزل.

ويبقى لكل حديث طارىء او أزمة او استحقاق في لبنان مكانة، فاللبناني يحاول دائماً ولسخرية قدره ان يطلق النكات والتعليقات و((الكورونا)) أبرز مواضيعها، فبفعل التعطيل القسري للتلامذة دعت أمهات لبنان وزير التربية للسماح بدوام الطلاب في المدارس على ان يزورهم الأهل بعد 14 يوماً على الأقل.

فاطمة فصاعي

 

الوسوم