بيروت | Clouds 28.7 c

تحالف عربي جديد لحماية البحر الأحمر.. من دون قوة أمنية!؟ بقلم: محمد خليفة

 

تحالف عربي جديد لحماية البحر الأحمر.. من دون قوة أمنية!؟

بقلم: محمد خليفة

مجلة الشراع 17 كانون الثاني 2020 العدد 1934

 

على غرار مجلس دول البلطيق, ومجلس دول البحر الاسود أبصر النور الأسبوع الماضي ((مجلس الدول العربية والافريقية المطلة على البحر الاحمر وخليج عدن)) بمبادرة من المملكة العربية السعودية, إذ وقع وزراء خارجية ثماني دول مشاطئة للبحر في الرياض ميثاقاً تأسيسياً ينظم تعاونهم في اطار المجلس الجديد للمرة الأولى في التاريخ, نظراً لتعاظم التهديدات الخارجية لسلامة الملاحة وسلامة الدول المطلة عليه من دول أجنبية بعيدة عنه, ومحاولات دول أخرى لتكريس النفوذ الأجنبي, وعلى رأسها تركيا.

لم تتأخر أي دولة مشاطئة عن تلبية دعوة المملكة العربية السعودية, إلا تلك التي لم توجه لها دعوة أصلاً مثل اسرائيل, وربما أثيوبيا. حضرت مصر والسودان واريتريا واليمن وجيبوتي والصومال والاردن, الأمر الذي يعكس استشعار الجميع لحاجتهم لإطار مؤسسي ينظم علاقاتهم وتعاونهم في لمجالات كافة بما فيها الدفاع عن أمن البحر الأحمر من بابه الجنوبي ((المندب)) الى بابه الشمالي ((قناة السويس)). وذكرت مصادر عربية أن بعض دول المنطقة طرحت اقتراح دعوة اسرائيل لكن السعودية رفضت مجرد مناقشة الفكرة, كما اقترحت بعض الدول دعوة اثيوبيا بحجة أنها قريبة جداً من البحر, وتعتمد عليه اعتماداً كلياً, لكنها جوبهت بالرفض أيضاً لأسباب سياسية, خصوصاً أن علاقات أثيوبيا متأزمة حالياً مع أكثر من دولة من دول المجموعة.

الدول المؤسسة عربية, توكيداً لحقيقته الجغرافية والتاريخية بكونه بحيرة عربية كما كان دائماً.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال: ((إن تأسيس المجلس ((يأتي استشعارًا من قادتنا بأهمية التنسيق والتشاور حول الممر المائي باعتبار البحر الأحمر المعبر الرئيسي لدول شرق آسيا وأوروبا)) والمجلس سيعمل على ((حفظ المصالح المشتركة ومواجهة جميع المخاطر، وللتعاون في الاستفادة من الفرص المتوفرة، فمنطقة البحر الأحمر هامة تجاريًا وفيها ثروات كبيرة، ونسعى لبناء رخاء المنطقة بشكل يخدم الجميع)). وحول إذا ما كانت ستتشكل قوة عسكرية مشتركة لهذا المجلس، قال بن فرحان إنه ((لا يوجد حتى الآن تصور لإنشاء قوة عسكرية جديدة، لأن كل الدول المشاطئة لديها قدرات دفاعية, وهناك تنسيق ثنائي، لا أتصور أن قوة جديدة سُتنشأ تحت مظلة هذا الكيان)). لكن هذا التصريح الديبلوماسي لا يعكس حقيقة ما دار في الاجتماع التأسيسي حيث أكد الصحافيون الذين غطوا الاجتماع أن العوامل الأمنية كانت حاضرة بقوة في خلفية الاجتماع, وفي تفاصيل كل ما طرح نتيجة تزايد التهديدات الاجنبية لأمن البحر والدول المطلة عليه, خصوصاً أن أكثر من إحدى عشرة دولة حجزت مواقع فيه لإقامة قواعد عسكرية, بما فيها دول بعيدة جداً كالصين واليابان وفرنسا.

 

الوسوم