بيروت | Clouds 28.7 c

بري يرفض التوريث فهل يفرض جمهور (امل) عبدالله بري رئيساً لها / بقلم حسن صبرا

بري يرفض التوريث فهل يفرض جمهور (امل)

عبدالله بري رئيساً لها

بقلم حسن صبرا / مجلة الشراع 13 كانون الأول 2019 العدد 1929

 

كنا كتبنا سابقاً ان لا حل لمشكلة الوراثة في حركة ((أمل)) بعد رئيسها النبيه بري حفظه الله الا باعتماد واحد من آل بري ليقود الحركة.. حتى في حياة الرئيس بري نفسه.

وكثيرون يرون ان الأكفأ لهذه المسؤولية الكبيرة هو نجله الحاج عبدالله.

واليوم نكرر هذه الدعوة مع ما يمكن اعتباره مبررات لها، في شخصية ودور عبدالله بري نفسه، كما تحدث بها الينا مقربون وعارفون غير مقربين منه.

فأولى دوافع الحماس لدور مستقبلي رئيسي للحاج عبدالله بنظر بعض هؤلاء هو انكفاؤه عن أي تطلع سياسي – حالياً على الأقل، فما فكر ان يطرح نفسه مرشحاً لأي مقعد نيابي، او وزاري، وهو يرى ان أي مسؤولية تشريعية او تنفيذية ستأخذ الكثير من وقته الذي يفضل فيه تركيزه على العمل الاجتماعي - التربوي- الثقافي..

واذا سألت من يعرفه عن هذه المسألة يبادرك مبتسماً: يا استاذ اذا كان كل النواب يسعون لإرضاء الحاج، ويسألون خاطره.. هل تريده ان يسعى هو ليكون نائباً؟ والوزراء أيضاًَ في الأمر نفسه.. فتصدم بتساؤل الحضور كل في موقعه: ألا ترون ان أمر ترشيح الحاج عبدالله هو بيد والده رئيس حركة ((امل)) نبيه بري.. ولا تحصل على جواب انما نظرات متبادلة تشي بالكثير ولا تبوح قولاً.

ويمسك بالدفة حضور آخرون، فهذا يردف ان نواب الجنوب حاضرون في التعازي وفي الحسينيات وفي الأفراح أحياناً، أوقاتهم في الجنوب مخصصة لهذه المناسبات..

وماذا بعد؟

فيدير حاضر الدفة نحو أمر آخر ليتساءل متفاخراً.. من غير الحاج عبدالله من نواب الجنوب فكر بإنشاء مؤسسة؟ من منهم يصرف وقته في لقاءات الناس او التفكير بما يحتاجونه، فيستدرك للقول الا علي عسيران فهو قدم لمؤسسة الحاج في الزهراني أراضي مكنته من بناء مدرار ثم توسعتها..

ويهمس أحدهم كمن يفشي سراً.. الحاج عبدالله هو شيخ من غير عمامة.. علاقاته مع الجماعات الدينية المؤمنة في الحركة وخارجها عميقة ومتشعبة.

فتفاجئهم بالسؤال: وهل للحاج عبدالله علاقة مع رجال دين كبار بعد علاقته الوطيدة كتلميذ في مدرسة السيد محمد حسين فضل الله؟

-صدقنا يا استاذ ان الحاج مقرب من كل الجسم الديني ومسموع الكلمة ومحترم عندهم، وهو على صلة بالجو الايراني وهم يحبونه لأنهم يدركون انه من الجماعات المؤمنة.

ويتمادى أحدهم في مديح الحاج ليعتبره مقاوماً للفساد فتسأله مستفزاً وماذا عن علاقته بفلان (الذي يمنعنا القضاء من ذكر اسمه) فيتبادل الجميع النظرات وقد بدوا كمن رميت على رؤوسهم ماء باردة.

-تعرف يا استاذ انه يعمل في الحقل العام وهو على صلة بكثير من الناس، وسيتقابل مع كل المستويات الصالح منهم والطالح.

يقول حاضر عاقل: الحاج عبدالله ملاحق من أهل البيت، لأنه ينتج ويعمل ويزور الناس ويقدم مساعداته لا تعرف يده اليسرى ماذا يقدم باليمنى..

تواجه الحضور كله بالصدمة:

-يا شباب ومن أين أموال الحاج عبدالله؟

أكيد لا والده سيعطيه ولا زوج والده، ولا اخوته ولا أعمامه.. من أين أمواله؟.. اذا لم تكن من هذا المتعهد او رجال الأعمال.. وقد استمعنا الى شكاوى بهذا الصدد؟.

هنا يتسابق الجميع للبوح متفاخرين:

-أعمال الحاج تفرض نفسها على المحسنين من رجال أعمال ومال وحجاج باتوا يدفعون زكاة أموالهم دعماً لمؤسساته وهو يتصرف بذكاء مع كل هؤلاء، فلا يطلب مباشرة بل يدعوهم لزيارة مؤسساته.. وكل صاحب نخوة تحركه الشهامة كي يتطوع لبناء طابق في مدرسة او مختبر او أي مركز انساني في هذه المؤسسات.

وتسأل آخرين عن الوريث الموضوعي سياسياً لوالده الحاج عبدالله بري، عن الشاب الخلوق، فيحدثونك عن انه موجود بمؤسساته، موجود بانفتاحه، موجود بحرصه على علاقاته مع أكبر عدد ممكن من الناس، موجود بتمسكه بأرض الجنوب وأهله، وهو يدرك حراجة وضع والده في المرحلة الراهنة على عدة أصعدة، لذا هو لا يزيد في احراجه، بل يبتعد حتى لا يسبب له أي ازعاج، كان كثيراً ما يتحدث مع والده عن أمور حركية وسلوكية لم يكن يحب الرئيس بري الاصغاء اليها خشية ان تكون فرية.. يبتعد الحاج عبدالله الآن عن كل هذا.

وبعد

يحرص الرئيس نبيه بري على تثبيت قناعته هو عند الآخرين بأنه لن يسلم حركة ((أمل) لأي من ابنائه.

يحرص عبدالله بري على ان يبعد نفسه عن أي كلام في التوريث نفسه.

يحرص الحركيون على ان يكرروا المنطق الذي يقول ان الحاج عبدالله بري هو المؤهل الأوحد لقيادة حركة ((امل)) حتى في حياة والده على الرغم من صعوبات تبدأ من داخل البيت ولا تنتهي الا عنده.

ح.ص

 

 

الوسوم