بيروت | Clouds 28.7 c

في حال استمر الحريري على موقفه متى يقدم فريق الأكثرية النيابية على تطبيق ((الخطة – ب))؟

في حال استمر الحريري على موقفه متى يقدم فريق الأكثرية النيابية على تطبيق ((الخطة – ب))؟

مجلة الشراع 15 تشرين الثاني 2019 العدد 1925

 

ما تزال الاتصالات تراوح مكانها، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، مع اصرار كل طرف من الأطراف المعنية على التمسك بمواقفه.

ومع الاعلان من قبل الثنائية الشيعية عن التمسك بتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، فإن مسألة تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة من قبل الرئيس ميشال عون التي تأخرت خلافاً للعادة في مرات سابقة، باتت مرهونة بنجاح الثنائية الشيعية باقناع الحريري بقبول تشكيل حكومة تكنو-سياسية كما بات معروفاً والتخلي عن فكرة تكنوقراط التي طرحها.

وفي الاجتماع الذي عقد قبل أيام بين الحريري والخليلين (وزير المال علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسين الخليل)، كرر رئيس الحكومة المستقيل موقفه، وان كانت مصادر مطلعة أشارت الى وجود قناعة لدى طرفي الثنائية الشيعية بإمكان تعديل موقف الحريري، لا سيما وان الأطراف الثلاثة متفقة على ضرورة ايجاد حل للفراغ على المستوى الحكومي من أجل الانطلاق في المعالجات المطلوبة، لا سيما بالنسبة لتنفيذ الورقة الاصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء قبل استقالة الحريري، وتلبية مطالب اللبنانيين التي جاءت انتفاضة 17 تشرين الأول/ اكتوبر المستمرة منذ نحو شهر لتعبر عنهم، وخصوصاً لجهة وقف الفساد والهدر واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة المرتكبين والفاسدين.

وفي لقاءات الرئيس الحريري مع الوزير جبران باسيل السابقة لاجتماعه مع الخليلين، أبلغ الحريري وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة، انه مصر على تشكيل حكومة تكنوقراط، وانه يبدأ بنفسه، من أجل احداث تغيير في وجوه الطبقة الحاكمة. ووفق المعلومات نفسها فإن الحريري طرح مجموعة من الخيارات لتسمية غيره كرئيس مكلف ومن ضمنها طرح اسم السفير نواف سلام لترؤس حكومة من 14 الى 18 وزيراً من التكنوقراط، وتعمل لفترة ستة أشهر فقط لتقطيع المرحلة الصعبة والدقيقة. وقد طرح باسيل اسم الرئيس تمام سلام بعد ان فوجىء بإسم نواف سلام، فأجابه الحريري بأن تمام سلام لن يقبل.

وبعد المداولات ونقل أجواء لقاءي باسيل مع الحريري، تدخل الرئيس نبيه بري وأكد  للحريري تمسكه ببقائه رئيساً للحكومة، كما فعل حزب الله الأمر نفسه، فيما قام نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي وبالنيابة عن الرئيس عون والتيار الوطني الحر بالاعلان عن التمسك ببقاء الحريري.

الا ان القبول ببقاء الحريري من قبل الأطراف الثلاثة التي تمتلك أكثرية 72 نائباً في مجلس النواب، وتحتاج اي حكومة جديدة لنيل ثقة المجلس الى موافقتها، جاء مشروطاً بدوره، ((قطعاً للطريق)) كما يقول مصدر مقرب من الثنائية الشيعية على دفتر الشروط الخفي الاميركي الذي صار معلناً مع تصريحات وزير الخارجية الاميركي جورج بومبيو، ويتعلق بإبعاد حزب الله عن الحكومة، واسقاط نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، وما أسفرت عنه من موازين قوى داخلية.

ووفق معلومات موثوقة ومؤكدة من أكثر من فريق لـ((الشراع))، فإن موقف حزب الله مما طرحه الحريري جاء على الوجه الآتي:

أولاً: حكومة التكنوقراط مرفوضة بالأساس وبشكل كامل، ويمكن الاستعاضة عنها بتشكيل حكومة تكنو- سياسية يتولى كل طرف فيها تسمية من يشاء من الخبراء والاختصاصيين.

ثانياً: حزب الله مصر على ان يكون مشاركاً في الحكومة (رداً على ما يقول قياديون في الحزب ان هناك معلومات تشير الى ان واشنطن طلبت ذلك مباشرة، وجاء تصريح بومبيو ليؤكد ذلك).

ويسود الاعتقاد في حزب الله كما هو معروف بأن الهدف المباشر او غير المرئي لهذا الطرح هو ابعاد حزب الله عن الحكومة، لاستكمال حملة العقوبات الاميركية بهدف احكام الحصار عليه وضربه، مع تعذر فعل ذلك من خلال أي عمل عسكري في الظروف الراهنة.

مؤدى هذا الكلام، ان فريق الأكثرية النيابية المكون من التيار الوطني الحر والثنائية الشيعية وحلفائهم، يعطي المزيد من الوقت للمشاورات، من أجل بقاء الحريري على رأس السلطة الثالثة، وقد عبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ضمناً عن ذلك في خطابه الأخير يوم الاثنين الماضي، بانتظار استكمال هذه المشاورات، واحداث اختراق على هذا الصعيد، قبل المضي في ما يسميه مصدر واسع الاطلاع ((الخطة - ب))، والتي يبدو واضحاً ان من ضمنها تكليف شخصية أخرى غير الحريري في حال استمر على موقفه.

الوسوم