بيروت | Clouds 28.7 c

مصير رئاسة فرنجية بين يدي الاسد؟!

مصير رئاسة فرنجية بين يدي الاسد؟!

مجلة الشراع 8 تشرين الثاني 2019 العدد 1924

 

عام 1988 ذهب الرئيس سليمان فرنجية الى سورية وقابل حافظ الاسد طالباً منه دعمه في ترشحه المنوي تقديمه للرئاسة بعد انتهاء فترة عهد الرئيس امين الجميل.. أكد الاسد دعمه لفرنجية، حدد موعد جلسة الانتخاب في 18 آب/ اغسطس.

قبل 48 ساعة من الجلسة التقينا نجله (الراحل) روبير في فندق ((بريستول)) وكان عائداً لتوه من دمشق، سألناه عن نتائج زيارته التي التقى فيها نائب الرئيس عبدالحليم خدام فأجاب ان ابو جمال غير متفائل على الرغم من ان الرئيس حسين الحسيني كرئيس لمجلس النواب خفض شرط أكثرية الثلثين من عدد أعضاء المجلس 99 الى من تبقى منهم (وربما) 72 نائباً.. ومع هذا فإن النصاب لن يتوفر لعقد جلسة انتخاب الرئيس.

هل كان الاسد مدركاً لهذا الأمر.. وأراد ان يبقى الود مع فرنجية وان لا يعترض على ترشحه بل ويؤكد دعم ترشيحه، حتى يحافظ على علاقته معه.. وقد بات معروفاً ان وفاء الرئيسين لبعضهما كان مشهوداً .. ربما كما هو اليوم بين نجل الأول وحفيد الثاني.

نسترجع هذه الواقعة ونحن نعيد قراءة ما نشرناه في عدد سابق عن لقاء السيد حسن نصرالله وجبران باسيل الذي استمر لساعات طوال.. وكانت خلاصته ان يتهيأ باسيل لخلافة عمه (والتسريبات تتحدث عن اختصار مدة حكمه لأسباب مرضية) فهل يتكرر سيناريو حافظ الاسد وسليمان فرنجية مرة أخرى بين السيد نصرالله وباسيل؟

هذا أمر

الأمر الآخر ان ((الشراع)) نشرت ان السيد نصرالله استقبل الوزير السابق سليمان فرنجية وأبلغه ما وعد به باسيل بدعمه للرئاسة طالباً من سليمان الحفيد تأييد صهر ميشال عون الصغير وان فرنجية اعتذر عن رفضه هذا الطلب من سيد المقاومة.

بات ما حصل من انتفاضة معلوماً.. وان سببه الأساسي هو رفض توريث عون كجزء من رفض لواقع الحال اجتماعياً واقتصادياً بحكم الفساد المستشري والذي لخصته الناس بعبارة ((كلن يعني كلن)).

بعد ذلك

لا بد من العودة الى التحليل السياسي مستندين الى ان صلة فرنجية ببشار الاسد هي أعمق وأصدق مما يمكن نسبه الى جبران باسيل في أي علاقة مع أي كان على تناقض مواقفه اتساقاً مع مسار عمه قبل وبعد.

وارتباطاً جدلياً بين مساري لبنان وسورية لا بد من قراءة أوضاع سورية ونحن نقرأ أحوال لبنان، ففي دمشق تسابق على من يملك قرار بشار: ايران ام روسيا؟ ومن يمثل بشار مصالح روسيا ام مصالح ايران؟ اذا اتفقت موسكو وطهران فالمشاكل مؤجلة اما اذا اختلفتا فمع من سيقف بشار؟ تلك هي المسألة وعلى ضوء نتائجها يمكن رؤية سليمان فرنجية في المكان المناسب..

اذا انحاز بشار الى موسكو.. خسر فرنجية فرصة الرئاسة. اذا انحاز بشار الى طهران.. خسر بشار استمراره رئيساً ايضاً..

فوق وبعد.. قبل ووراء انتفاضة لبنان حسابات سياسية جديدة فرضت نفسها.. بالعودة الى الشارع اللبناني الذي ثار وأول ضحايا ثورته هو مصير جبران باسيل الذي خسر الرئاسة الآن.. ولكنه ما زال متظللاً برئاسة عمه.. اما بعد ذلك.. فربما يكون جبران واحداً من مرشحين كثر.. لكنه سيكون الأتعس حظاً بينهم.

 

 

الوسوم