بيروت | Clouds 28.7 c

من هو قائد ((داعش)) الجديد ؟ وما المتوقع منه..؟ خاص: الشراع

من هو قائد ((داعش)) الجديد ؟ وما المتوقع منه..؟ خاص: الشراع

مجلة الشراع 8 تشرين الثاني 2019 العدد 1924

 

*((التركماني)) أبو ابراهيم الهاشمي يخطط لضربات أعنف انتقاماً للبغدادي!

*شكوك قوية بوجود علاقة بين ((داعش)) وتركيا

 

خاص - ((الشراع))

قبل اسبوعين أطل الرئيس الاميركي دونالد ترامب على العالم, معلناً بطريقة سينمائية حافلة بالاثارة  تصفية أمير مؤمني ((تنظيم الدولة)) ابو بكر البغدادي وبدا منتشياً كبطل فيلم هوليوودي مبشراً بانتهاء أحد أخطر رؤوس ومصادر الارعاب في العالم, ولم ينس أن يذكر الاميركيين أن هذا الانتصار يفوق انتصار سلفه اوباما المتمثل بقتل اسامة بن لادن عام 2009!

أما على الصعيد العسكري والأمني الجاد فإن خبراء الارعاب والقادة التنفيذيين والميدانيين الأميركيين سارعوا الى تبديد الضجة التي أحدثها ترامب ليؤكدوا أن ((الحرب على الارعاب لم تحسم, وأن تنظيم ((داعش)) أيضاً لم ينته, بل إن خطره قائم وهو يخطط للعودة للساحة.

 وأشارت مواقع وصحف أميركية عديدة  الى أن الخبراء والقادة العسكريين عاكفون الآن على الاجابة عن بعض الأسئلة الملحة التالية:

-كيف وصل البغدادي من غرب العراق الى غرب سورية مع عدد من رجاله وحراسه وعدد آخر من أفراد أسرته, والإقامة في منطقة خاضعة لسيطرة فصائل سورية وأجنبية تتبع تنظيم القاعدة, أو فصائل متطرفة أخرى؟

-هل هناك قادة آخرون بهذا المستوى من تنظيم الدولة في محافظة ادلب؟

-هل حصل البغدادي وقادة تنظيمه على حماية مباشرة من السلطات التركية؟  والسؤال موصول الى الروس, أصحاب السلطة الفعليين في منطقة خفض التصعيد الثالثة؟؟

-والأهم من ذلك هل مات التنظيم بعد مقتل زعيمه ومؤسسه, أم ما زال قادراً على تشكيل خطر على الأمن الدولي؟

مصادر من المعارضة السورية في المنطقة تؤكد أن وصول ((البغدادي)) الى بلدة باريشا مستحيل من دون مساعدة عملية وخطة أمنية محكمة من أحد أجهزة استخبارات الأطراف التالية:

القوات الروسية, تركيا, هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني, ونظام الأسد. وكان موقع ((بلومبيرغ)) الاميركي الوثيق الصلة بالإدارة ومحطة ((سكاي نيوز)) أشارا الاسبوع الماضي الى شكوك كثيرة تعتري الأجهزة المختصة بضلوع الاستخبارات التركية في ذلك, لأنها صاحبة السلطة الفعلية في المنطقة, وكافة القوى المسلحة المنتشرة في المنطقة تتبع لها وتعمل تحت إمرتها من الجبهة الوطنية للتحرير الى هيئة تحرير الشام, وفصائل عديدة أخرى, يعتقد أن بينها ((حراس الدين, وجيش النصر)) اللذين كانا يتواجدان بين ادلب وريف حماة الشمالي موضع شك وريبة منذ وقت طويل بصلتهما بـ((داعش)), لأنهما يحملان عقيدة ((داعش)) وأفكارها المتطرفة ذاتها. وقال مصدر ((ان تنظيم الدولة اتجه منذ 2017 لتشكيل فصائل عديدة في محافظة ادلب بأسماء مختلفة ضمن خطة للعودة للمنطقة والسيطرة عليها ومهاجمة هيئة تحرير الشام, والانقلاب عليها)). وأضاف ((إن وصول البغدادي وإقامته في المنطقة لا يمكن أن يحدث من دون تعهد مسبق بحمايته من تركيا, ودلل على ذلك بوجود الناطق بإسم التنظيم في جرابلس)) ابو حسن المهاجر وهي مدينة تسيطر عليها تركيا عسكرياً منذ 2017 وتديرها مباشرة , والجدير بالذكر أن ((المهاجر)) شملته عملية التصفية بعد البغدادي بيوم واحد فقط ((26 – 27 تشرين الأول/أكتوبر)), وهي قرينة على علاقة سرية وطويلة بين الجانبين, لأن غالبية مقاتلي التنظيم الأجانب دخلوا سورية والعراق وخرجوا عبر تركيا, وأقام التنظيم فيها قاعدة دعم خلفية عسكرية واقتصادية وادارية للتنظيم.

ويعتقد أكثر من مصدر أن التنظيم يستعد للعودة للساحة الدولية بنمط جديد من العمليات أشد عنفاً ودموية ليثبت للعالم أن قتل زعيمه السابق لم يؤثر على قوته وجاهزيته. خصوصاً أن التنظيم حرص على الإيحاء بذلك سياسياً واعلامياً من خلال مسارعته لاعلان تنصيب مجلس الشورى فيه المدعو أبو ابراهيم الهاشمي رئيساً جديداً للتنظيم, و((خليفة)) لأتباعه حول العالم بعد ثلاثة ايام فقط من العملية الأميركية. ويقول بعض الناشطين السوريين إن هذا الشخص من أصول تركمانية ((لماذا تركماني الآن؟!)) ومعروف لسكان الموصل والرقة ودير الزور التي حكمها التنظيم أربع سنوات ضمن ما يسمى دولة العراق والشام. وتشير معلومات إلى إن المدعو أبو ابراهيم الهاشمي أو أبو عمر التركماني هما اسمان لشخص واحد اسمه عبدالله قرداش, اشتهر لسنوات بتطرفه ودمويته, منذ أن كان يشغل موقع المسؤول الاول عن الأمن العام في الدولة الاسلامية, وهو موقع حساس, كما شغل موقع رئيس ديوان المظالم الذي يعني وزارة العدل! وكان في فترة أسبق مسؤولاً عن جهاز تفخيخ السيارات وعمليات التفجير. ويقول سوريون أنه مثل سلفه البغدادي عربي الأصل من الأقلية التركمانية المنتشرة بين العراق وسورية, وكان البغدادي عينه خليفة له منذ فترة, لأنه كان يتوقع مصرعه أو تصفيته من داخل التنظيم.

 وكانت مصادر غربية عديدة بينها البنتاغون الأميركي قد أكدت مراراًَ أن خسارة التنظيم الأراضي التي كان يحكمها ومقتل عدد غير قليل من قادته السابقين لا يعني أبداً نهاية التنظيم. كما توقعوا أن يحرص ((الخليفة الجديد)) على استمرار جاهزية تنظيم الدولة, وجدارته هو شخصياً بمنصبه من خلال ضربات كبيرة على الساحة الدولية  تثبت قدرته على ضرب أعدائه والانتقام لمقتل البغدادي والمهاجر, خصوصاً وأن زعيم ((داعش)) الجديد يعتقد أن القيادة السابقة كانت متراخية وضعيفة الى درجة سببت خسارة التنظيم, ولذلك ينبغي تشديد الضربات بقسوة للاعداء!!

يذكر أن ترامب غرد على ((تويتر)) بعد تعيين الهاشمي رئيساً للتنظيم قائلاً بزهو وثقة: ((أصبح لـ((داعش)) زعيم جديد.. ونحن نعرف من هو بالضبط)).

وجاء اعتقال الاستخبارات التركية الثلاثاء الماضي لشقيقة ابو بكر البغدادي في قرية قرب مدينة أعزاز الخاضعة لسلطة القوات التركية بهدف محاولة انقرا ابعاد التهمة عن نفسها بعد ثبوت وجود البغدادي في محافظة ادلب والناطق الرسمي بإسم تنظيم الدولة ابو حسن المهاجر في مدينة جرابلس الخاضعة للأتراك أيضاً بعد اغتيال البغدادي بيوم واحد، لأن الحادثين أكدا حماية الاتراك لقادة ((داعش)). إلا ان اعتقال شقيقة البغدادي في اعزاز لا يبرىء تركيا من تهمة توفير ملاذات آمنة لقادة التنظيم، بل يثبت الشكوك والاتهامات الأصلية بوجود علاقة عميقة بين الطرفين، لأن وجود المرأة التي كانت تنتمي للتنظيم يزيد عدد قادة ((داعش)) المختبئين في مناطق سورية خاضعة، ولم يأتِ اعتقال المرأة الا بعد انكشاف البغدادي والمهاجر.

الوسوم