بيروت | Clouds 28.7 c

القذافي عائد الى طرابلس الغرب/ بقلم: محمد خليفة

القذافي عائد الى طرابلس الغرب/ بقلم: محمد خليفة

مجلة الشراع 20 أيلول 2019 العدد 1917

 

 *طرابلس تتحدى الميليشيات الاسلامية وتحتفل بالفاتح والقذافي!

*شاهد: لا يوجد في طرابلس من لا يؤيد دخول الجيش!

 

محمد خليفة

ذكر مصدر عربي من طرابلس الغرب أن احتفالات كثيرة شهدتها العاصمة الليبية في الأول من أيلول/ سبتمبر الحالي احياء لذكرى ثورة الفاتح .

وقال المصدر: للمرة الأولى منذ سيطرت الجماعات الاسلامية المتطرفة على المدينة عادت احتفالات أنصار القذافي بهذه المناسبة المرتبطة باسم العقيد معمر القذافي ونظامه الذي امتد من 1969 حتى 2011.

وأكد أن الاحتفالات العامة عمت طرابلس هذا العام ورفعت رايات وصور القذافي في الشوارع, وأطلقت الأغاني السياسية التي تمجد القذافي وثورة الفاتح بواسطة مكبرات الصوت في الشوارع والساحات, لأسباب كثيرة , منها ما هو وطني مجرد ومنها ما هو رغبة بتحدي الإسلاميين وجماعاتهم الارعابية المسيطرة على المدينة.

هذه الجماعات وغالبيتها اخوانية أو سلفية متطرفة, كانت في السنوات الماضية تمنع أي احتفالات في هذه المناسبة وتعتبرها ردة على الثورة الشعبية التي وقعت ضد نظام القذافي عام 2011, أما هذا العام فتساهلت لأنها باتت ضعيفة جداً بسبب خلافاتها فيما بينها, وبسبب شعورها أن الجيش الليبي الوطني الواقف على ابواب العاصمة قد يقتحمها في أي وقت لأن هذا الاحتمال أصبح مسألة وقت فقط, فضلاً عن انتشار التأييد للقذافي في أوساط الشعب الليبي، وخصوصاً في طرابلس التي يعيش فيها حوالى نصف اجمالي السكان.

وأضاف: لقد حدث تحول جذري في أوساط الشعب الليبي خلال السنوات الخمس الأخيرة لصالح القذافي نتيجة سوء الأوضاع الذي حل بالبلد وبالناس, على أيدي الجماعات المسلحة, والاقتتال المستمر بينها, والخراب والدمار الذي لحق بالبلد, وعدم وجود بصيص أمل بنهاية هذه الأوضاع المأساوية, فعاد الناس يترحمون على أيام القذافي, ويترحمون عليه, وكأنهم يكفرون عن ((ذنب)) تأييدهم للثورة التي أطاحت به وبالاستقرار.

وقال: إن هذا التحول أدى أيضاً الى الكفر بالاسلاميين على نحو خاص بسبب ما سببوه للمدينة وسكانها من تخريب وارعاب وفقدان الأمن والأمان وأزمات معيشية صعبة. وأدى من ناحية أخرى لظهور تأييد جارف لدخول الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر, لا سيما بعد أن سمعوا عن حالة الاستقرار التي أحدثها في بنغازي .

وأشار المصدر إلى أن الشعارات والأغاني والهتافات التي صدرت عن أنصار القذافي ركزت على الهوية العربية وربطت بين العروبة والقذافي, في مقابل جماعات العنف والارعاب والاسلام السياسي الاخواني التي تنكرت للعروبة.

وأكد: لا يوجد الآن في طرابلس من لا يؤيد دخول الجيش الليبي ودحر الجماعات المسلحة المسيطرة , والناس يتحدثون عن هذا صراحة وعلناً في أحاديثهم. وكشف: إن هناك خلافات حادة الآن بين الجماعات المسيطرة ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج, على خلفية اقتسام عوائد النفط, وحصص السلطة ومقاعد الحكومة, وقال إن هذه الخلافات تتزايد وتتفاقم باستمرار.  

وأوضح أن الجيش الذي بات على أبواب طرابلس منذ أربعة شهور يستطيع الدخول والحاق الهزيمة بالجماعات المسلحة فيها بسرعة قياسية, إلا أنه يتريث لأن الدخول بهذه الطريقة سيؤدي الى دمار كبير في المدينة, وهو لا يقبل ذلك ويريد دخولها بأقل قدر من الخسائر البشرية والمادية.

ورأى المصدر أن عودة القذافيين الى السلطة والحكم في المستقبل لم يعد افتراضاً بل أصبح احتمالاً قوياً إذا جرت انتخابات عامة حرة, لأنهم استعادوا الحضور الشعبي والسياسي في الساحة الاجتماعية والسياسية, وحققوا قبولاً واسعاً بين الليبيين, وعلى رأسهم ابن القذافي سيف الإسلام الذي يطرح نفسه ممثلاً للتيار, ووريثاً لأبيه, ولديه دعم واضح من قطاعات شعبية ليست بالقليلة!      

 

الوسوم