بيروت | Clouds 28.7 c

هل هي بداية نهاية أمبراطورية ((آل مخلوف))؟بشار يتخلص من بديله المحتمل, وروسيا تحاصر الجميع! بقلم: محمد خليفة

اضافة من الزميل خليفة:

تنشر ((الشراع)) ضمن مقالها الرئيسي معلومات اضافية كتبها الزميل محمد خليفة، تتفق روحاً وقد تختلف نصاً في بعض ما فيها:

 

هل هي بداية نهاية أمبراطورية ((آل مخلوف))؟

بشار يتخلص من بديله المحتمل, وروسيا تحاصر الجميع!

بقلم: محمد خليفة / مجلة الشراع 13 أيلول 2019 العدد 1916

 

لا غرابة في أن يتسلى السوريون بآخر قصص الصراعات داخل الأسرة المالكة - الحاكمة والتي تكشف مدى التفكك والتآكل داخلها, ولكن الغريب أن تصبح هذه القصص مادة دسمة للمواقع الإعلامية الروسية, وأن تصبح هذه المصدر الرئيسي للمعلومات عنها, كما لو أن سورية  جمهورية من جمهوريات الاتحاد الروسي كالشيشان أو داغستان..!

إذا تتبعنا تسلسل الأحداث سنتوصل حتماً الى أن الحكاية تتعدى التسلية الى مسائل سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الخطورة, تكشف مدى التدخل الروسي في إدارة شؤون الدولة السورية, بالطريقة التي يدير بها الكرملين شؤون جمهورياته الصغيرة الملحقة, لأن سورية الآن تدار من قبل وزارة الدفاع الروسية حصراً.

بدأت الحكاية باتصال وزير الدفاع سيرغي شويغو ببشار الاسد قبل أسابيع طالباً منه تسديد ثلاثة مليارات دولار خلال ثلاثة شهور. حاول بشار الاتصال بالكرملين لتمديد المهلة, ولكن القيصر رفض مكالمته وأحاله الى أحد موظفيه لإبلاغ المتصل أن عليه تسديد المبلغ, وذكره: إبن خالك يملك أكثر من هذا المبلغ!

اتصل بشار بإبن خاله رامي وطلب منه ملياري دولار, فاعتذر لعدم توفر سيولة بهذا المبلغ, ورد بشار فوراً بوضعه هو وكل أفراد أسرة خاله محمد مخلوف في الإقامة الجبرية المشددة وأحال جميع مدراء الشركات التي يملكها رامي للتحقيق أمام لجنة مكافحة غسيل الأموال التي ترأسها أسماء الأسد, وكلف جهاز أمن الرئاسة بمتابعة تنفيذ القرارات, ويقال إن ضباط هذا الجهاز عاملوا المعنيين بقسوة بالغة!

لم يكتفِ بشار بذلك بل أمر بحل جمعية البستان التابعة لرامي والتي كانت أنشأت ميليشيا خاصة تضم آلاف المقاتلين للدفاع عن النظام برواتب عالية, وبلغت قوتها أنها فرضت سطوتها على قوات الجيش والإستخبارات والشرطة في العاصمة واللاذقية وطرطوس.

الأمر المثير هنا أن هذه المعلومات الفاضحة لم تنشر في موقع أو صحيفة سورية, بل في مواقع روسية, وخصوصاً ((نيوز ري)) وهو أمر لا مغزى له سوى أن القيادة الروسية تريد فضح ((العائلة المالكة- الحاكمة)) بكل أجنحتها السياسية والمالية, بما فيها بشار, لأهداف تتجاوز الضغط للحصول على ثلاثة مليارات دولار, الى الضغط لأسباب سياسية أبعد, أولها إضعاف النظام, وتهديد بشار شخصياً ووضعه في دائرة الاتهام الدولي, لأن رامي مخلوف ليس رجل أعمال فقط, بل عمود من أعمدة النظام, ولعله العمود الأقوى, لأنه خازن أموال العائلة المالكة, ويتحكم باقتصاد سورية كله, ولا أحد يعلم - حتى هو!- عدد شركاته في سورية وحجم ثروته, وتم تصنيفه كأحد أقوى رجال المال في الشرق الأوسط. أما فراس الأسد فيصف محمد مخلوف بأنه ((بطريرك النظام)) منذ وفاة الأسد الأب, لأنه الأكبر سناً بين رجال العائلتين الأسد ومخلوف, وأصبح موجه العائلة ومرشدها. ووضعه الاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات بتهمة الفساد وحجزت سويسرا على حساباته الخاصة منذ 2011. كما أن رامي وسع في مرحلة ما بعد الثورة أمبراطوريته المالية, وجعل لها أذرع عسكرية وأمنية وسياسية في الداخل والخارج, بما في ذلك علاقات واتصالات مع اسرائيل والولايات المتحدة!   

وتوحي المعلومات التي تنشرها مواقع روسية وعربية وسورية أن بشار يتخوف أن يكون رامي هو البديل المرشح ليحل محله في الحكم بدعم خارجي عربي وغربي! وهذا الخوف هو المحرك الحقيقي للإجراءات السريعة الأخيرة لتصفية نفوذه, ووضعه قيد الإعتقال, وتدمير أمبراطوريته العسكرية والمالية.

والجدير بالذكر أن هذا المسلسل سيطول مثل مسلسل ((باب الحارة))! 

 م .خ

الوسوم