بيروت | Clouds 28.7 c

رأيان للعميدين أمين حطيط وجورج الصغير حول عدوان الطائرتين:حزب الله سيرد ولا حرب شاملة  / حوار: فاطمة فصاعي

رأيان للعميدين أمين حطيط وجورج الصغير حول عدوان الطائرتين:حزب الله سيرد ولا حرب شاملة  / حوار: فاطمة فصاعي

مجلة الشراع 30 آب 2019 العدد 1913-1914

*العميد الركن الدكتور امين حطيط:

-نتنياهو اختار الدخول في عمليات عسكرية محدودة تظهر قوته

-نصرالله سيرد ولن يفرط بانجازات المقاومة

-اذا رد الاسرائيليون على ضربة حزب الله سوف تتدحرج الأمور الى ما لا تحمد عقباه

-نتنياهو تجنب ضرب ايران واختار حلفاءها لأنه لا يريد حرباً شاملة

*العميد جورج الصغير:

-استبعد حصول حرب بين لبنان واسرائيل لأنها ستكون مدمرة

-لا اعتقد ان نصرالله سيقدم لبنان على مذبح ولاية الفقيه

-اسرائيل تريد استفزاز حزب الله والحزب لن يدخل في حرب

-الشرق الأوسط لن يكون كما كان عليه في السابق وترامب سيد اللعبة

 

يعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان ما شهده حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت أمر خطير جداً جداً لأنه أخلّ في قواعد الاشتباك التي كانت سائدة منذ العام 2006. وبالتالي فإن اعلانه عن ضربة تستهدف اسرائيل لم يكن امراً مفاجئاً على الاطلاق.

وتبقى التساؤلات عن التوقيت الذي سيتخذه حزب الله لتسديد ضربته تجاه اسرائيل والمكان وحجم هذه الضربة. وعما اذا كانت هذه الضربة ستؤدي الى نوع من التصعيد وتصاعد الموقف.

هذه التساؤلات يجيب عنها كل من العميدين د. امين حطيط وجورج الصغير كما يلي:

يعتبر العميد الركن الدكتور امين حطيط ان هذه العملية التي حصلت مؤخراً جاءت بقرار اسرائيلي للخروج من الوضع الذي كان قائماً وهذا الوضع له خلفياته العامة والخاصة.
الخلفية العامة هي المعسكر المواجه لمحور المقاومة منذ سنتين وهو يركب arrie're (الى الوراء) ويخسر. بدأ يقف على عتبة التنازلات سواء كان في اميركا او بريطانيا او الخليج.

والكارثة في سورية انهم يخسرون الخسارة الاستراتيجية. وهذه ستطيح بأركان المنظومة المواجهة لمحور المقاومة ونتنياهو هو ركن من هذه المنظومة.

نتنياهو أمام احتمالين:

-احتمال ان يسلم بالأمر الواقع وسط الخسارة وهذا قد يودي به في الانتخابات.

-او ان يقوم بعمل سيظهره انه بطل في المعسكر وبطل في اسرائيل وينقذ نفسه في الانتخابات.

وهنا تدخل الخلفية الخاصة، فنتنياهو اختار ان يقوم بعمليات عسكرية محدودة تظهر قوته من جهة ولا تنزلق الى الحرب من جهة ثانية.

في التنفيذ تجنب ان يضرب ايران مباشرة لأنه يدرك ان الضربة لايران لا تمر وسوف ترد رداً قوياً. لذلك تصور ان ضرب الحلفاء سواء الحشد الشعبي

أو فصائل في سورية يمكن ان يمر مرور الكرام.

ويؤكد حطيط ان العملية التي استهدفت حزب الله ليست عملاً عارضاً سواء في سورية او في الضاحية الجنوبية، انما هي عمل ممنهج وممبرمج ضمن خطة يريدها نتنياهو خشبة انقاذ مثل حبل نجاة له. وأدى هذا العمل الى انهيار قواعد الاشتباك ومعادلة الردع القائمة مع حزب الله.

ويضيف: في قواعد الاشتباك التي بقيت سارية المفعول منذ 2006 حتى اليوم قاعدتان اساسيتان:

القاعدة الأولى ان اسرائيل لا تعتدي على حزب الله ولا تمارس عملاً عسكرياً ضد لبنان بوجود قواعد الاشتباك. وفي المقابل لا يقوم حزب الله بعمليات عبر الحدود الفلسطينية – اللبنانية.

وحيّدت مزارع شبعا عن قواعد الاشتباك على أساس انها محتلة بنظر حزب الله.

العملية التي قام بها نتنياهو خرقت قواعد الاشتباك لأنها فسرت على اساس انها محاولة اغتيال.

ويضيف حطيط: حزب الله امام حلين:

-اما ان يبلع الخطأ وعندها يطاح بكل مكتسبات المقاومة والأمن في لبنان من 20 سنة حتى اليوم.

-او يرد كي يعطي وضعاً لمعادلة التوازن ويعيد الاعتبار لقواعد الاشتباك.

أتصور ان كلام السيد كان واضحاً حيث اختار الخيار الثاني وهو بالتالي لن يفرط بانجازات 20 سنة.

والسؤال الى اين تتجه الأمور؟

يقول حطيط: حزب الله سيرد حتماً دون نقاش وكيف سيرد ومتى وأين، الأمر متروك لهم.

وما بعد رد حزب الله ماذا سيحصل؟

يضيف حطيط: هذا الأمر متروك عند الاسرائيليين. اذا أكلوا الضرب وسكتوا كما حصل في مزارع شبعا سوف تنتهي الأمور عندها وتكون قواعد الاشتباك قد تفعلت وأعيد الاعتبار لتوازن الرعب.

اذا رد الاسرائيليون فهذا يفتح احتمال ان تتدحرج الأمور الى ما لا تحمد عقباه. برأيي الأمور ذاهبة الى رد من حزب الله وسكوت اسرائيلي وتنتهي الأمور.

فليس من مصلحة نتنياهو ان يرد. اذا كان عنده حظوظ في الانتصار قبل الاحتكاك بحزب الله فقد خسر نصف الحظوظ. واذا كان يريد ان يحقق مكاسب فهو يضرب الحشد الشعبي لأن الحشد الشعبي له خصوصية ولكن احتكاكه بحزب الله غيّر المعادلة.

 

العميد جورج الصغير

ومن جهة أخرى، يرى العميد جورج الصغير ان علينا ان ننتظر تحقيقات الجيش اللبناني لمعرفة مصدر هاتين الطائرتين ان كانتا بالفعل قادمتين من اسرائيل أم من قلب الضاحية اذ من المحتمل ان يكون هناك عملاء داخل الضاحية لاسرائيل.

لذلك لا يمكن اعطاء جواب عسكري دقيق في هذا الاطار.

ويستبعد الصغير حصول حرب بين لبنان واسرائيل لأنها ستكون مدمرة على لبنان ويقول: لا اعتقد ان السيد حسن نصرالله سيقدم لبنان على مذبح ولاية الفقيه كقربان له. لا شك ان الاسرائيلي والايراني يخشيان من ردة فعل ترامب. فإسرائيل خائفة الآن وهم يستفزون حزب الله للدخول في حرب والحزب لن يدخل وحتى ايران التي تشعر بالضغط حيال الضغوطات لن تفعل ذلك.

هذا اضافة الى ان الاسرائيليين لا يعرفون ماذا تحمل اتفاقية السلام التابعة للاميركيين.

ويضيف الصغير: نحن اليوم أمام اسرائيل المحتارة وايران المحتارة. لذلك فإن الايراني ليس بوارد سحب الأذرع التابعة له لأنها تؤمن سيطرته على المنطقة.

حتى ان الاسرائيلي لا يريد ان يسقط الايراني لأنه يرغب في استمرار عملية توازن الرعب كما كان حاصلاً التوازن النووي بين الروسي والاميركي.

ولكن هناك رأياً آخر في اسرائيل يفيد انه اذا كان لدى الايرانيين قنبلة نووية وقرروا ضرب اسرائيل فإنهم سوف يفنوهم. وفي الوقت نفسه فإن ترامب مرتاح على وضعه.

وعلينا ان ننتظر ماذا حصل في اجتماع قمة السبع وان كان ترامب سيجتمع مع روحاني الشهر المقبل.

لذلك الشرق الأوسط لن يكون على ما كان عليه من قبل، وسيكون ترامب هو سيد اللعبة وكلهم تحت رحمته وسيكون مسيطراً على اقتصاد العالم.

ويختم الصغير حديثه بالقول:

هناك تصريح لافت للروس من يومين انهم لن يدخلوا في سباق التسلح مع اميركا ولكنهم سيدافعون عن أنفسهم. هذا الكلام لم نكن نسمعه من قبل لأن بوتين غارق في سورية وهو مفلس وعنده مشاكل في الداخل.

واميركا ستكون بمأمن عن الصواريخ الايرانية وأي نوع من الضربات.

فاطمة فصاعي

 

الوسوم