بيروت | Clouds 28.7 c

النائبة رلى الطبش: العقوبات الاميركية ستؤثر على لبنان / حوار فاطمة فصاعي

النائبة رلى الطبش: العقوبات الاميركية ستؤثر على لبنان / حوار فاطمة فصاعي

مجلة الشراع 3 ايار 2019 العدد 1899

 

*نريد التقشف عن طريق وقف الهدر وتفعيل الجباية أكثر

*لا يمكن وقف تمويل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري لأنها ضرورية لاحقاق الحق

*سعيدة وفخورة بكل ما قمت به

*الحريري منفتح ويترك لنا هامشاً في التصرف والتعبير

*علاقتنا بجميع القوى السياسية جيدة

 

تعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائبة رلى الطبش ان سياسة التقشف هي السبيل الوحيد لإنقاذ الموازنة والوضع الاقتصادي كما اننا نقف على عتبة ((سيدر)) الذي يفترض ان يضخ أموالاً جديدة الى لبنان.

وتشير من جهة أخرى الى ان تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يجب ان يستمر لأن هذه المحكمة ضرورية لاحقاق الحق.

وتتحدث الطبش عن مجموعة مشاريع القوانين التي تم ويتم العمل عليها بشكل مستمر من أجل تشريع قوانين تخدم المواطن، مؤكدة ان تيار المستقبل على علاقة جيدة مع كافة الأطراف السياسية.

هذه المواضيع وسواها تحدثت عنها الطبش في هذا الحوار:

#سيتم اتباع سياسة التقشف لأجل انقاذ البلد وانقاذ الموازنة. ما رأيك بهذه السياسة وهل هي الطريقة الأفضل للحد من حالة الاختناق؟

-موازنة التقشف أصبحت حالة ضرورية كي ننهض بالسياسة الاقتصادية والمالية الجديدة للبنان. الاستمرار في النهج نفسه الذي كنا نسير عليه هو وضع خطير. واليوم عندنا تحديات دولية لأننا ان لم يكن لدينا موازنة تحمل التقشف لن يكون هناك أموال جديدة تضخ في هذا البلد. ولكن كيفية هذا التقشف وعلى حساب من هو الفرق. أكيد لا يمكننا ان ندخل في تحليل للموازنة قبل ان نطلع عليها بشكل كامل. فالموازنة موضوعة على طاولة مجلس الوزراء وسيتم بحثها في مجلس النواب خلال فترة سريعة.

ولكن هناك تعهداً من الرؤساء الثلاثة بعدم المس بطبقات ذوي الدخل المحدود. يعني نريد التقشف عن طريق وقف الهدر وتفعيل الجباية أكثر وفتح أبواب لتحصيل ايرادات بطريقة ذكية لا تطال الطبقات من أصحاب ذوي الدخل المحدود. اعتقد ان الموازنة فيها أمور كثيرة وحوافز حتى تستطيع ان تحمل هذا العامل من التقشف.

#ولكن هناك صرخات تجاه سياسة التقشف هذه من خلال الضغط على المواطن في أماكن أخرى كإلزامية تجديد جواز السفر لمدة ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة وغيره؟

-ولكن ستكون على المدى الطويل لأنها في مكان معين ستكون مجانية او أقل كلفة فيما لو كانت كل سنة. هناك أمور يجب ان نطور المفهوم الاداري فيها، اذ ان تجديد جواز السفر لمدة سنة فقط يولد أعباء وتكاليف على المواطن، من اجراءات وأوراق. يجب ان يكون هناك سياسة عامة لتحسين الوضع الاداري بشكل كامل.

أكيد هناك أمور ستكون قاسية في مكان ولكن مردودها البعيد سيكون أفضل على المواطن.

ولننتظر مضمون الموازنة، لنصل الى الموازنة بالكامل لكن يجب ان نعطيها حقها لنطلع عليها ونرى ايجابياتها وسلبياتها. لن يحصل اصلاح الا اذا كان هناك أمر موجع في مكان ما، ولكن حان الوقت لذلك.

#تعالت الأصوات بالأمس حول ضرورة ايقاف تمويل المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري باعتبارها نوعاً من التبذير. ما رأيك؟

-هذا أمر مرفوض لأن الحكومة ملزمة به لتسديد تكاليف المحكمة الدولية. وهي ضرورية جداً لاحقاق العدالة ومعرفة قتلة الرئيس الحريري ورفاقه وهذا الأمر لا مساومة عليه أبداً. وهذا الأمر يعود لعائلة الرئيس الحريري ورفاقه ولكنه التزام من الحكومة ويجب عدم التراجع عنه.

#كونك خبيرة في القانون. هل الخطوات التي يتم السير فيها في المحكمة طبيعية، خصوصاً انه مر على بدء العمل فيها 10 سنوات ولم نصل الى النتيجة المرجوة او النهائية؟

-هذه الجريمة كبيرة جداً ومتشعبة وهم أدرى. ولكن اذا أخذنا التسلسل القانوني فهو طبيعي جداً ونحن بانتظار الحكم قريباً ونثق بكل اجراءات المحكمة الدولية وما وصلت اليه حتى اليوم.

#كيف هي علاقتكم بالرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر. وهل تفصلون في علاقتكم بين الرئيس والتيار؟

-علاقتنا بفخامة الرئيس كرئيس، والتيار الوطني الحر نتعاطى معه ككتلة سياسية. علاقة تيار المستقبل بكل الكتل علاقة جيدة. دائماً الرئيس الحريري يلتزم الهدوء والحكمة في وجه كل المناكفات التي تحصل وسياسته ظهرت في عدة مراحل بدءاً من تسوية انتخاب رئيس الجمهورية وتسوية تأليف الحكومة. ويمكن القول ان العلاقات جيدة.

#وعلاقتكم بالقوات اللبنانية؟

-ايضاً علاقتنا جيدة.

#ما رأيك بكلام النائب وليد جنبلاط حول عدم لبنانية مزارع شبعا؟

-نحن نتمسك بكل متر مربع ضمن الأراضي اللبنانية ولن نتنازل عن حقوقنا. ولكن المطلوب هو اعتراف سورية بلبنانيتها ونحن بحاجة الى وثيقة رسمية موقعة من سورية للاعتراف بأن هذه المزارع هي لبنانية لأن أكثرية مالكيها هم لبنانيون. هذه الوثيقة مطلوبة لرفعها الى الأمم المتحدة ليصار الى الاعتراف دولياً بها.

#كنائبة عن بيروت ماذا قدمت حتى الآن وكما نعلم انك ناشطة اجتماعياً بشكل قوي؟

-عمل النائب الأساسي هو عمل تشريعي وعمل مراقبة الحكومة. لا شك ان وجع الناس يحتم علينا ان نكون موجودين لذلك وضعت الخط الساخن منذ وصولي الى البرلمان وطبعاً أتلقى بشكل يومي كل شكاوى الناس ومطالبهم. أنا موجودة معهم في كل مناسباتهم في الأفراح والأحزان وفي أي مشكلة. لأن هناك مشاكل عديدة تتعلق بالصحة والتعليم والبنية التحتية.

ولكن بالنهاية هذا العمل فيه شق للحكومة والبلديات. وفي القدرات المتواضعة وفي ظل انتظار الحكومة للبدء بأعمالها بشكل جدي سأحاول ان أحل أكبر قدر ممكن من مشاكل الناس. والمشكلة الكبيرة تكمن في البطالة ونحن بانتظار المشاريع الكبيرة ومشاريع ((سيدر)) حتى نستطيع ان نواجهها.

ولكن لجهة دوري كنائبة لناحية التشريع فنحن نعمل بشكل فعال ونعمل بشكل يومي لتعديل ودراسة كل القوانين التي كانت في أدراج مجلس النواب لسنوات طويلة، أقررنا قوانين مهمة أهمها قانون التجارة الذي مضى عليه 14 سنة قيد الدراسة في مجلس النواب. وهذا القانون سوف يحدد البنية القانونية التشريعية وسيسهل عمل التجارة في لبنان سواء للبنانيين او للأجانب الراغبين في الاستثمار. قانون الوساطة القضائية هو من القوانين المهمة وقانون المعاملات الالكترونية هو من القوانين التي تضعنا على السكة العالمية فيما يتعلق بالتبادل. وهنالك عدد كبير من القوانين التي تتعلق بالمحاكمات المدنية او الجزائية. طبعاً الشق الكبير الذي نعمل عليه يتعلق بالمرأة، لجنة المرأة كانت غير فاعلة واليوم أصبح لديها استراتيجية وعلى الصعيد الشخصي أحمل ملف الجنسية حيث قدمت قانون رفع تحفظ لبنان عن اتفاقية ((سيداو)) والاسبوع المقبل سوف أقدم مشروع منح الجنسية لأولاد الأم اللبنانية دون أي استثناء. ونعمل على مواضيع تتعلق بتعديل حقوق المرأة سواء في الضمان الاجتماعي او العمل. ونعمل أيضاً على مواضيع تتعلق بحقوق الانسان وذوي الاحتياجات الخاصة.

أحاول ان أخرج هذه المواضيع للعلن سواء فيما يتعلق بالسجون والتعذيب. هذا اضافة الى عملنا مع وزيرة الداخلية لتطوير السجون ونعمل مع وزير العدل لتعديل او للتسريع في الاجراءات القضائية لتحسين وضع السجون. ونعمل أيضاً على موضوع العنف الأسري وكتلة المستقبل وقعت على مشروع تعديل قانون العنف الأسري ليغطي كل الشوائب التي صدرت عام 2014.

وننسق مع وزارة المالية ووزارة الشؤون الاجتماعية والرئيس الحريري لدعم هذه المؤسسات وصرف مستحقاتها لأن الوضع أصبح مأسوياً.

وكذلك أعمل على تطوير المدارس الرسمية سواء من خلال المناهج او من ناحية ترميم المدارس وتجهيزها بالأجهزة الالكترونية المتطورة. وتم وضع أكثر من مدرسة في بيروت على لائحة المدارس التي سيصار الى ترميمها وتجهيزها خلال الصيف بعد انتهاء الموسم الدراسي.

وكذلك شاركت في عدد من البرلمانات العربية وكنت أحد المتكلمين في المنابر المتعلقة بحقوق الانسان والمرأة. وكذلك فإن المرأة اللبنانية مغيبة في المجتمع الدولي واليوم أصبح عندنا اسم في البرلمانات الدولية وسأكمل لأصبح في المكاتب التنفيذية لأنه من المهم ان نرفع اسم لبنان ونجعل المرأة اللبنانية بشكل خاص على الخارطة الصحيحة دون ان نكون مغيبين. كذلك خلقت حيزاً حوارياً للشباب شهرياً، عندي حوارات مع عدد من الطلاب في كل الجامعات الخاصة، الاميركية، اليسوعية، الحكمة والعربية للتداول في شؤون الشباب سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية او العلمية وكيفية توجيههم للمستقبل. وما هي المشاريع التي يجب ان يعملوا عليها وما هي الاختصاصات التي يجب ان يدرسوها وأخذت طروحاتهم، وهناك طروحات تترجم كقوانين تعديلية وهناك طروحات ستوضع على السكة في مجلس الوزراء لدعم مشاريع الـ Start up.

#بما انه تفصلنا أيام قليلة على مرور سنة على وصولك الى الندوة البرلمانية. ماذا غير بك هذا المنصب والى أي مدى أخذ من وقتك واستنزف كل طاقتك؟

-أنا سعيدة وفخورة بما أقوم به. أشعر بمسؤولية أكبر وتحد أكبر عندما نحل مشاكل الناس او نساهم في تطوير المجتمع اللبنـاني ونغير نظرة الناس الى الشخص السياسي. عملنا بحاجة الى وقت طويل حتى يظهر ولكننا بدأنا نزرع هذا المفهوم الجديد الذي سيأخذ لبنان الى عالم آخر.

#ما رأيك في أداء النائبات في مجلس النواب؟

-الشباب الذين دخلوا الى البرلمان من جديد يعملون بشكل متقارب. ونحن نعمل بشكل جدي ومتقارب وهناك توافق بين نواب كتل عدة. ونحن نعمل جدياً لتطوير المنظومة التشريعية. وكل انسان مسؤول عن كلامه ويجب ان يكون هناك وعي سياسي سواء الرجال منهم او النساء. ولكننا نعمل بحيوية وصدقية داخل المجلس النيابي.

#وضعت الخط الساخن لتلقي الشكاوى والمشكلات. الى أي مدى هذه الهموم والشكاوى كبيرة؟

-كبيرة جداً. الاتصالات ترد من كل لبنان وليس فقط بيروت. وفي عملي النيابي أجول على كل المناطق اللبنانية للوقوف على مشاكل الناس كلها. ولكن 90 % منها طلبات توظيف وكما نعلم ان الدولة لا توظف والقطاع الخاص وضعه غير جيد. وبانتظار الموازنة الجديدة التي قد تغير البلد.

عندنا مشكلة كبيرة في الطبابة ونحاول العمل على هذه المسألة بشكل يومي وجدي.

#الى أي مدى التعاطي مع الرئيس الحريري سهل كرئيس كتلة وأين تكمن الصعوبة في التعاطي معه؟

-يشدد دولة الرئيس دائماً على عدم الانجرار خلف المناكفات الاعلامية السياسية وعدم الرد بشكل هجومي ودوماً يطلب منا التروي والحكمة. علماً ان هذا الأمر يزعجنا في بعض الأحيان ولكنه يعتقد انه يجب تهدئة النفوس.

الرئيس الحريري ينظر دائماً الى لبنان بشكل كبير، هذه مشكلة ولكنها ايجابية لأنها تدل على حكمته. التعامل معه سهل وهو منفتح على كل الأفكار ويترك لنا هامشاً للتصرف والتعبير عن المواقف والمبادىء، وهذا يعطي الثقة ويدعمها. ولكن وقته ضيق ولهذا السبب لا يمكن ان نكون معه بشكل كامل.

#كيف تصفين الوضع الاقتصادي في لبنان؟ الذي يرزح تحت العقوبات الاميركية على ايران، ومن جهة أخرى هناك ((سيدر)) الذي ينتظر منه اللبنانيون بوادر ايجابية؟

-لا شك ان العقوبات ستؤثر على لبنان وهذه العقوبات ليست جديدة على حزب الله. ولكن هناك عقوبات ستطال أشخاصاً من حزب الله وستكون قاسية. ارتباطهم مع ايران له تأثير على الوضع اللبناني.

ولكني اعتقد ان لدينا نظاماً مصرفياً قوياً وهو يتدارك كل شيء ولديه الخطط اللازمة ليواجه هذه العقوبات حتى نحافظ على الوضع الاقتصادي ولكن طبعاً العقوبات على حزب الله سيكون لها تأثيرها على الاقتصاد.

حوار: فاطمة فصاعي

 

الوسوم