بيروت | Clouds 28.7 c

صادق الصباح: حلمي تجسيد مسلسل عن الرئيس الحريري

((صباح اخوان)) شركة رائدة في عالم الانتاج الدرامي والسينمائي، شركة ما زالت من الأوائل في الانتاجات التي تحاكي الواقع اللبناني والعربي سجلت، أعمالها الفنية نجاحات كبيرة خاطبت من خلالها معظم شرائح المجتمع في الوطن العربي وصنعت نجوماً أصبحوا من الصف الأول وصنعت نجومية آخرين منهم.

مع صادق الصباح كان لـ ((الشراع)) هذا الحوار:

#((الهيبة)) استوحيته من السلاح المتفلت؟ ألا تخشى منافسة الشركات الأخرى؟

-لا نخشى منافسة الشركات الأخرى، خاطبنا العالم لإظهار سماحة الاسلام واعتداله من خلال الافلام الكرتونية.

أعمالنا أصبحت في مصاف العالمية.

# هناك تحديات تواجه الشركة اليوم في ظل سيطرة بعض المؤسسات الجديدة على الدراما مثل شركة ((سينرجي)) لصاحبها تامر مرسي كيف ستواجه شركة ((الصباح)) هذا التحدي؟

-نحن نسير بخطى ثابتة سنوياً ننتج مسلسلاً او مسلسلين في مصر، مصر بـلد كبير وقلبها يسع للعديد من الممثلين والمؤلفين والمنتجين والمخرجين وجميع من يعملون في الصناعة، أعتقد ان هناك احتكاراً على هذا المستوى ربما لأن الجهة المسؤولة اليوم عن المحطات المصرية أصبحت منتجة في الوقت نفسه من المرجح ان لديها القدرة على انتاج عدد أكبر من المسلسلات ولكن هذا لا يعني ان السوق المصري سيخلو من المنتجين المصريين والعرب، اعتقد ان المسيرة ستكمل هناك رؤية معينة يعملون عليها في السوق الاعلامي المصري لا أدرك تفاصيلها ولكن نحن كشركة في مصر تجاوزنا الأربعين عاماً سوق المنافسة لا يزعجنا على الاطلاق نحن مستمرون في مسيرتنا، علينا تسويق أعمالنا بشكل صحيح تحديداً في الوطن العربي، أنا أهتم بالمصنفات المصرية واللبنانية ان يتم توزيعها في الخارج قبل ان توزع في بلدها مثلاً المصنف اللبناني يتوزع في الخارج قبل لبنان وكذلك الحال بالنسبة للمصري فيهمني التوزع في الخارج لأنه من البديهي ان يتوزع في مصر فنحن نتحدث عن سوق كبير، عن 100 مليون والاحتياجات للسوق أكثر من أي بلد عربي آخر، خصوصاً ان الجمهور المصري لديه عشق للسينما والمسرح والدراما بشكل عام لذلك لا اعتقد ان هناك أية اشكالية حتى الآن.

#عندما تضعون خطة الانتاج بالتأكيد تفكرون ما هو العنصر الجاذب للجمهور اللبناني؟

-عندما نفكر بالمصنف اللبناني نحاول ان نقدم موضوعاً يهم الجمهور اللبناني ولكن لا نحاول ان يكون محلياً الى درجة كبيرة، ويكون الرجل او السيدة او الفتاة اليافعة في الوطن العربي يتذوقها ولكن في النهاية سواء الدراما او السينما هما مرآة المجتمع ويعكسان كل ما يجري فيه لذلك لا نستطيع ان نكون بعيدين عما يجري في المجتمع، وخصوصاً في مصر.

#مسلسل ((الهيبة)) سلط الضوء على منطقة بعيدة عن سلطة الدولة الى أي مدى شعرت شركة ((الصباح)) انها ساهمت في لفت الأنظار الى تلك المناطق المنسية في الدولة؟

-بدأت فكرة الهيبة منذ حوالى الأربع سنوات تقريباً عندما مات أحد الأطفال الصغار بسبب اطلاق النار عندما كان أحد الزعماء يتكلم أتذكر ان هذه الحادثة أثرت فيّ كثيراً قلت في نفسي اذا كان احتفال قتل ولداً صغيراً فبدأت أفكر في السلاح المتفلت ثم انتقلت اليّ فكرة المناطق الخارجة عن القانون، عندما فكرنا في انتاج المسلسل بدأنا نختار من هو البطل الذي سيقوم ببطولة المسلسل والبطل يجب ان يتمتع بمواصفات معينة ان يكون ذا شعبية كبيرة ومحبوباً ومقبولاً عند الناس ان يكون بمعنى ((روبن هود)) ولكن الفكرة بدأت من نقطة السلاح. كنت قبلها قد انتجت ثلاثة أعمال مقتبسة من الخارج ولاقت رواجاً كبيراً ولكن في الوقت نفسه كان هناك نقد وهو نقد بناء لماذا نقتبس أعمالاً من الخارج فقط لذلك فكرت في ((الهيبة))، خصوصاً وان في كل وطن عربي هناك منطقة خارجة عن القانون وفي كل منطقة يكون هناك زعيم لها قد يكون هو نفسه خارجاً عن القانون ولكنه في الوقت نفسه يساعد الناس ومن هنا جاءت الفكرة من هذه الزاوية. أنا فخور لأن المسلسل لم ينجح فقط عربياً وانما نجح عالمياً. وهذا الأمر جعلنا نحمل مسؤولية أكبر أصبحنا اليوم نهتم أكثر بالرواية ماذا نقدم لأننا أصبحنا مسؤولين ولم نعد نخاطب 300 مليون عربي بل أصبحنا نخاطب الغرب ولأننا نخاطب الغرب يمكن ان نضع رسائل صغيرة توصل الفكرة ربما أكثر من خطاب أي زعيم لبناني او عربي.

#يمكن ان يكون هناك مسلسل مثلاً عن الاسلام والارعاب؟

-بدأنا منذ ست او سبع سنوات مسلسلات كرتونية ((قصص الأنبياء في القرآن)) ((قصص الحيوان في القرآن)) هذه السنة نقدم ((هذا هو الاسلام)) نتحدث عن الاسلام المعتدل الوسطي، الاسلام الذي يحترم الآخرين، الاسلام الذي يحترم اليهود والمسيحيين وهذا المسلسل أسهل اليّ ان يدبلج الى لغات غير عربية، أما من ناحية العمل الدرامي فأعتقد ان الجمهور قد سأم من التحدث في هذا الموضوع لذلك نحاول إيصال الرسالة على ان لا تكون متحمسة جداً حتى لا ينفر المشاهد منها.

#هل انت مع مقولة ((الدور ينادي صاحبه)) وكيف تختار أبطالك؟

-الدور ينادي صاحبه بمعنى عندما أقرأ الرواية أفكر من مِن الممكن ان يكونوا أبطال هذا العمل، يتجسد المشهد أمامي وهذا ليس شيئاً سلبياً، السلبي في الموضوع بسبب وجود أسباب تجارية وتسويقية قد نكون مجبرين في بعض الأحيان ان نجعل الدور يناسب النجم او النجمة المطلوبة في المحطات العربية.

#بالنسبة للأجور؟

-في جميع تصريحاتي لا أتحدث عن الأجور على الاطلاق وهناك كلام مبالغ أسمع به وبعيد عن الواقع.

#اذا أتى فنان من شركتك وسرّب انه تقاضى مبلغاً فلكياً ماذا يكون ردة فعل الشركة؟

-لا أعمل معه مرة أخرى أنا أعمل في الحقل الفني والفن لا يوجد فيه تباهٍ، التباهي اذا الممثل او الممثلة  يذوبان في الشخصية ونسيان الأشياء الأخرى والناس الذين نعمل معهم سواء في مصر او في لبنان ناس يعيشون أزماتنا هم مثلنا عندما نكون مرتاحين بالتأكيد سوف نريحهم وعندما نكون في أزمة سيتضايقون معنا، خصوصاً الممثلين الذين عملوا معنا عندما كانت الأمور أكثر ازدهاراً كانوا يتقاضون أرقاماً معقولة. قرأت مقولة منذ مدة ان من يعمل مع صادق الصباح يرتاح لأنه يتقاضى أجوراً عالية. أنا أقول ان الذين يعملون معي مغلوب على أمرهم لأنني انسان واقعي وأشارك نجومي، والمؤلفون الذين يعملون معي يجب ان يعرفوا وضعي الاقتصادي، أنا لا أقصد ان الأمور متعثرة ولكنها نتيجة الظروف التي مررنا بها منذ عام 2010 وحتى الآن، مثل المشاكل في الخليج والوطن العربي ولكن في النهاية الدراما تبقى مطلوبة لذلك علينا ان نتكاتف جميعاً لمواجهة هذه الأزمة لأنه لا يوجد لا غالب ولا مغلوب.

#هل شركة ((الصباح)) هي عنوان للثقة من ناحية التسويق؟

-بالتأكيد وهذه مسؤولية كبيرة، خصوصاً وان هناك بعض الأعمال التي يتم شراؤها قبل البدء بتصويرها، لذلك عندما يجدون اسم شركة ((الصباح)) يعتبرون ان هناك مصنفاً محترماً وصادقاً ويليق بالمحطة.

#هل تعتبر ان شركة ((الصباح)) صنعت نجومية هذا الممثل او ذاك؟

-لا أستطيع أن أقول ذلك فالنجومية هي من صنع رب العالمين ولكن يجوز انني ألقيت الضوء على هذه الموهبة. الذين يعملون معي اليوم هم أناس محترفون سواء في مصر او في لبنان ولديهم القدرة الكافية على الذوبان في كل الأعمال التي يشتركون بها. لدي شلة كما يقولون في مصر ((شللية)) ولكن هذه الشللية قادرة على تغيير جلدها مثل نادين نجيم بدأت معي في ((لو)) بشكل ثم انتهت معي في ((تشيللو)) بشكل آخر والنجوم الذين يعملون معنا هم نجوم لديهم القدرة على التجانس مع أفكارنا. عملنا مثلاً مع تيم حسن أصبح تحصيل حاصل اليوم أحمد السقا يدرك تماماً اننا سوف نقدمه بشكل صحيح ولدينا طموحات كبيرة تتعلق بالجيل الجديد.

#أين الوجوه الجديدة في شركة ((الصباح))؟

-نحن باستمرار نبحث عن جيل جديد ولكن هذا لا يعني ان ننكر القديم، نحن بالتأكيد نبحث عن الجيل الجديد ولكن يبقى الجيل القديم بتذوقه واحترامه عند الناس ونحن نختار معهم أعمالهم وكيف يظهرون في الاعلام ولكن لدينا فقط ((السوشال ميديا)) التي أصفها بأن نصفها يقيت ونصفها يميت لذلك أنا لست مسؤولاً معها وبعيداً عنها فيما يتعلق بالذين يعملون معنا، الموضوع معقد جداً والدخول فيه ليس بالأمر السهل ولا يريح على الاطلاق.

#ماذا تحضر لنا شركة ((الصباح)) في رمضان 2019؟

-((دقيقة صمت)) لـ عابد فهد،كاريس بشار، ستيفاني صليبا وفادي ابي سمرا وكوكبة من السوريين واللبنانيين، عمل سوري لبناني مميز جداً. تأليف سامر رضوان واخراج شوقي الماجري، و((الهيبة)) في الجزء الثالث مع تيم حسن وسيرين عبدالنور ومسلسل ((خمس ونص)) بطولة نادين نجيم قصي خولي ومعتصم النهار عمل مميز جداً، تأليف ايمان السعيد واخراج فيليب اسمر. في مصر لدينا مسلسل ((ولد الغلابة)) تأليف أيمن سلامة اخراج محمد سامي بطولة احمد السقا ولدينا مسلسل كوميدي بعنوان ((فكرة بمليون جنيه)) تأليف ايمن جمال واخراج وائل احسان في ثاني عمل له مع الشركة بطولة علي ربيع نجم الكوميديا القادم ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي. في السعودية لدينا مسلسل كوميدي ((يلا نسوق)) هو مسلسل سعودي بطولة مروة محمد ومجموعة من الشباب والصبايا السعوديين بالاشتراك مع ممثلين مصريين وهو تأليف مصري – سعودي في ورشة عمل مصرية – سعودية اخراج احمد شفيق وهو أول عمل سعودي بعدما قدما المسرح في المملكة العربية السعودية وهو ((مسرح مصر)) مع أشرف عبدالباقي. ولدينا المسلسل الكرتوني الذي تحدثنا عنه ((هذا هو الاسلام)) وهو مسلسل ديني اجتماعي يتحدث عن الاسلام الوسطي المتسامح المتقبل للآخر، وكيف يتعامل مع الآخرين وهو مسلسل بعيد عن التثقيف بقدر ما هو مسلسل اجتماعي.

#اذا شركة ((الصباح)) هي شركة تغرد خارج سربها ولديها كيان مستقل؟

-هذا صحيح نحن لدينا خطة عمل لعام 2020 وعام 2021.

#من ينافس شركة ((الصباح))؟

-هناك الكثير من المنافسين في الوطن العربي ولكن أريد ان أقول شيئاً ان ما يميزنا ان الأفكار التي نقوم بانتاجها تخرج من الشركة نفسها لا تأتينا نصوص معلبة, نحن نبني مشاريعنا من مطبخ شركة ((الصباح)).

#انت تعطي صورة مشرفة للفنان ولكن من المتعارف عليه ان الفنان ليس وفياً اذا أتاه عرض أفضل يغادر؟

-ليس هناك من فنان عمل معنا وغادر، لأنه يدرك تماماً ان هذا المدرب مثل اللاعب المحترف سوف يوصله الى بر الأمان، خصوصاً وانه طوال الوقت نخلق له جديداً، نحن لا نقوقع الفنان بل على العكس نقدمه في كل مرة بحلة جديدة.

#هناك كيانات انتاجية كبرى ظهرت حالياً ألا تشكل قلقاً بالنسبة لشركة ((الصباح))؟

-نحن شركة بدأنا منذ العام 1954 هناك شركات بقيت وأخرى رحلت وشركة ((الصباح)) بقيت والمنافسة تحمس أكثر على العمل لتقديم الأفضل. والموضوع لا يشكل لي قلقاًَ على الاطلاق فالمنافسة تخلق الحماس. وجود منافسين محترمين شرفاء سواء في لبنان او مصر او السعودية يخلق لنا حماساً نحن بحاجة اليه.

#بصراحة تامة هل فكرت ولو لمرة واحدة الكتابة عن شخصية معينة؟

-نعم الرئيس رفيق الحريري مسلسل ولكنه يحتاج الى وقت وطموحي ان أقدم عملاً فنياً عن هذا الرجل العظيم، لا يشغلني من سيؤدي الدور، ما يشغلني هل العائلة ستقبل؟ هل الوقت مناسب؟ هل نتطرق للأمور السياسية ام نركز على السيرة الاجتماعية؟ ولكن لدي حلم أن أقدم سيرة هذا الرجل لأن رحلته رحلة خاصة جداً، هناك رجال عظماء في حياتنا ولكن رفيق الحريري بصمة خاصة لذلك أتمنى ان يأتي اليوم وأساهم في انتاج عمل فني عن هذا الرجل.

 

حوار: غنوة دريان

الوسوم