بيروت | Clouds 28.7 c

بوساطة من حزب الله: مصالحة قريبة بين عون وفرنجية / بقلم زين حمود

بوساطة من حزب الله: مصالحة قريبة بين عون وفرنجية / بقلم زين حمود

مجلة الشراع 5 نيسان 2019 العدد 1895

*ترقب دعوة من رئيس الجمهورية لزعيم المردة لزيارة بعبدا

*فرنجية بادر بامتداح موقف عون وباسيل من طلبات بومبيو كخطوة متقدمة للمصالحة

*حزب الله يتولى التمهيد للمصالحة في اطار ترتيب البيت الداخلي لحلفائه

*لم يلتزم حزب الله بعد لفرنجية بدعمه للرئاسة ولا لباسيل تاركاً الامور لوقتها

 

مصالحة قريبة بين الرئيس ميشال عون وزعيم تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية  يجري العمل على انجازها من قبل حزب الله الذي يعمل على اعلى المستويات من اجل تحقيقها وذلك وفقاً لما كشفه مصدر واسع الاطلاع لـ((الشراع)).

المصالحة تكتمل عندما يدعو الرئيس ميشال عون فرنجية لزيارة قصر بعبدا للقائه, بعد ان كان يرفض ذلك ويشترط ان يطلب زعيم المردة أولاً موعداً للقاء وهو ما كان يرفضه ابو طوني الذي يعتبر ان مثل هذه الخطوة مطلوبة من رئيس الجمهورية.

ويأتي ذلك بعد موقف الاشادة  الذي أعلنه فرنجية إزاء ما صدر من  مواقف للرئيس عون لدى زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الأخيرة الى لبنان وكذلك ما صدر من مواقف لوزير الخارجية جبران باسيل خلال الزيارة نفسها للمسؤول الاميركي, وهو موقف أعاد تسليط الضوء على ما يجمع بين الفريقين خصوصاً في القضايا الكبرى او الاستراتيجية اذا صح التعبير وعلى رأسها موقع لبنان ودعم حزب الله.

العلاقة بين الطرفين كانت بلغت أشد مراحلها تأزماً وتدهوراً اثر رفض عون عندما كان رئيساً للتيار الوطني الحر السير بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية خلال فترة الفراغ الرئاسي السابقة, رغم تبني الرئيس سعد الحريري لترشيح الأخير. وبقي عون على موقفه الى ان استطاع مدعوماً من حزب الله ومن ثم القوات اللبنانية تأمين وصوله الى قصر بعبدا, ما دفع فرنجية الى اعتباره سبباً لعدم وصوله الى الرئاسة، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية استكمل ذلك مؤخراً ولم يتردد في التعبير عن رغبته بوصول صهره الوزير باسيل الى الرئاسة بعد انتهاء ولايته.

وخلال الانتخابات النيابية الأخيرة وصل التنافس بين الطرفين الى حد تحالف كل فريق مع الخصم اللدود للآخر, فتحالف جبران باسيل مع ميشال معوض في زغرتا وفرنجية مع النائب السابق بطرس حرب في البترون وهي الدائرة التي استطاع فيها باسيل ولأول مرة الوصول الى الندوة البرلمانية بعد فشله في ذلك في الدورات السابقة, وهو ما شكل له عقدة رافقته على الدوام على حد تعبير خصومه.

ووصل الامر على هذا الصعيد الى درجة ان فرنجية وافق على مصالحة رئيس حزب القوات سمير جعجع. وهي خطوة اعتبر كثيرون انها تدخل في اطار التوحد على خلفية الخصومة مع جبران باسيل ومحاولة قطع الطريق على إمكان وصوله الى قصر بعبدا، خصوصاً ان الرجلين أي فرنجية وجعجع هما من أبرز المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة.

وطوال السنوات القليلة الماضية وتحديداً في العامين الأولين من عمر العهد كان فريقا عون وفرنجية على طرفي نقيض في كل المواضيع والقضايا التي تطرح, ولم يتوافقا حتى على ما كان يجمعهما سابقاً قبل انفجار الخلاف بسبب السباق الرئاسي, اذ ان فرنجية كان يعتبر وما يزال ان الرئاسة من حقه وان عون هو من حرمه منها, في حين ان موقف عون والتيار معروف على هذا الصعيد وعلى مستوى ان يصل للرئاسة  الأكثر تمثيلاً مسيحياً ولا يقبل الا بتطبيق القاعدة المعتمدة سنياً وشيعياً في عملية اختيار رئيسي مجلس النواب والحكومة.

ورغم احتدام التنافس الانتخابي ومنذ الآن على الرئاسة حيث يكشف دبلوماسي اوروبي ان باسيل يعمل بشتى الوسائل لحسم هذه المسألة مبكراً في عواصم القرار في الخارج, فإن مبادرة فرنجية الانفتاحية تجاه عون وباسيل جاءت بمثابة مد اليد لمصالحة تنتظر خطوة مماثلة من رئيس الجمهورية بدعوة زعيم المردة الى قصر بعبدا كما ورد آنفاً.

وهذه الخطوة لم تأت من فراغ بل نتيجة مسعى يقوم به حزب الله الذي يبدي اهتماماً شديداً بانجاز هذه الخطوة في اطار إعادة ترتيب البيت الداخلي لحلفائه بعد ان أصاب التصدع الكثير من العلاقات داخل صفوفهم، علماً ان الحزب يعمل على هذا الصعيد في اطار أوسع يشمل خصوم الأمس سعياً الى موقف لبناني عام برز بوضوح توجه الحزب للوصول اليه كما عبر السيد نصرالله في اطلالته الأخيرة رداً على زيارة بومبيو الأخيرة الى بيروت وما حملته من توجهات ورسائل اعتبرها الحزب دعوات تحريض للبنانيين على الحزب وايران وحلفائهما.

الحزب يقف اذن وراء خطوة المصالحة المذكورة، وقد تولى رئيس كتلة ((الوفاء للمقاومة)) النائب محمد رعد التمهيد لهذه الخطوة قبل اسابيع قليلة بزيارة قام بها لفرنجية وكانت زيارة لافتة في توقيتها وظروفها بالاضافة الى نتائجها التي لم تعلن وكثرت القراءات حول أهدافها, ومنها ما تحدث وإن بشكل غير مؤكد  عن انها قد تكون مقدمة لما يطلبه فرنجية على الدوام في معركته للوصول الى قصر بعبدا وهو ان يعده أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بأن يكون هو أي فرنجية مرشحه للرئاسة في الدورة المقبلة كما فعل مع عون في الدورة السابقة.

ورغم ان لا شيء محسوماً على هذا الصعيد, على اعتبار ان الأمور رهن بمواقيتها كما يصر الحزب, وان الانتخابات الرئاسية ما زالت بعيدة نسبياً أي بعد أكثر من ثلاث سنوات, فإن الحزب وأمينه العام لا يبدو مستعجلاً لاعلان التزامه وفق المعلومات بأي مرشح منذ الآن, ويترك الأمور لوقتها, ولذلك فإن ما ينطبق على فرنجية ينطبق بدوره على باسيل الذي يسعى بالطبع لحسم مسألة تأييد الحزب له مثله مثل فرنجية, انطلاقاً من ترسخ قناعة لدى كثيرين بأن الطريق الى بعبدا تمر بحارة حريك, وفقاً لما تأكد مع وصول عون الى الرئاسة.

المهم في هذا الاطار ان حزب الله يسعى جاهداً لمصالحة عون وفرنجية, والعارفون بتفاصيل ما يقوم به يعتقدون انه قطع شوطاً على هذا الصعيد وانه لم يبق أمام اكتمال هذا الامر سوى بعض الخطوات البسيطة.

وما يقال على هذا الصعيد هو ان المسألة باتت قريبة جداً وانه لم يبق الا بعض اللمسات الأخيرة لانجازها بعد موافقة الطرفين على المبدأ وانطلاقهما في الخطوات التمهيدية لتحقيقها.

زين حمود

 

عون وفرنجية: خطوات متقدمة باتجاه المصالحة

رعد: زار فرنجية في اطار الترتيب للمصالحة

نصرالله: لم يلتزم حتى الآن بتبني أي ترشيح رئاسي

بومبيو: مواقفه قربت بين عون وفرنجية

 

الوسوم